أصبح جهاز رصد المتفجرات السائلة الذي تدعمت به المديرية العامة للأمن الوطني مؤخرا على مستوى المطار الدولي الجديد عمليا، ويتزامن إعتماده مع تطبيق الإجراءات الجديدة الخاصة بتأمين المطارات الدولية التي حددها الإتحاد الأوروبي بداية الشهر الجاري وتنص على عدم حمل المسافرين مواد سائلة مثل مواد التجميل وبعض المواد الغذائية والأدوية في عبوات تفوق سعتها 100ملم إلى مقصورة الطائرة. وجهاز الكشف عن المتفجرات الكيماوية عبارة عن مجهر إلكتروني دقيق، يمكنه تحديد موقع المتفجرات السائلة الكيماوية، وهو الوسيلة الوحيدة القادرة على الكشف عن هذه المواد المتفجرة بالغة الصغر التي يسهل اخفاؤها، بحيث لا يمكن اكتشافها أو رصدها بأجهزة المراقبة التقليدية في المطارات، إضافة إلى الكلاب المدربة على مكافحة المتفجرات والأسلحة، وينفرد هذا الجهاز الذي يمثل أحدث الأجهزة المتطورة بأنه يتضمن أشعة من نوع "إكس" قادرة على تحديد وضعية قنبلة حتى وإن كانت مخبأة داخل علبة عصير. وتأتي هذه الإجراءات الجديدة لتدعم التدابير الأمنية التي إتخذتها المديرية العامة للأمن الوطني لتأمين المطار الدولي الذي أكد العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني "أنه أأمن المطارات في العالم" نظرا للتجهيزات البشرية والمادية المتوفرة، حيث تم تجنيد 1200 موظف شرطة بوسائل جد متطورة، كما تم تسطير برنامج لدعم المطارات بدوريات للكلاب المدربة على كشف وشم المتفجرات السائلة. وينتظر تعميم هذه الإجراءات على كافة المطارات الجزائرية مستقبلا. وكان المسؤول الأول عن الأمن قد كشف عن إقتناء مصالحه جهاز رصد للمتفجرات السائلة شهر أوت الماضي خلال زيارة للمطار الجديد لمعاينة المخطط الأمني هناك. وتعد المتفجرات السائلة، السلاح الجديد للتنظيمات الإرهابية التي أصبحت تلجأ إليه لصعوبة تفكيك القنابل المصنوعة بهذه التقنية، وأثيرت التهديدات بعد أحداث مطار لندن، حيث تم إحباط مخطط الهجوم الإرهابي الجماعي على اثنتى عشرة طائرة مدنية في لندن، قبل أسابيع معدودة من حلول الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر الأخير، لتعيد هذه القضية إلى الواجهة المخاوف المتزايدة من الإرهاب الدولي الذي يستهدف الطيران المدني، فالحادث الذي اصطلح عليه ب"مؤامرة الإرهاب السائل" يكشف تطور الوسائل التي تلجأ إليها التنظيمات الإرهابية لإسقاط الطائرات، وإتخذت الجزائر إجراءات وقائية خاصة بعد إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال إنضمامها لتنظيم "القاعدة" الذي تنسب له عمليات إسقاط الطائرات ويسعى حاليا لتجاوز الإجراءات الأمنية التقليدية في مكافحة الإرهاب، وبرأي خبراء فإن الجزائر تتوفر على خبرة في مجال سلامة الطيران منذ تفجير المطار الدولي هواري بومدين سنة 1993 وبإمكانها مواجهة الإرهاب السائل بناء على هذه الخبرة والتجهيزات المتطورة المتوفرة. نائلة.ب : [email protected]