أعربت المفوّضة الأوروبية المكلفة بشؤون العدل ''فيفيان ريدينغ'' عن معارضتها استخدام أجهزة المسح الضوئية للأجسام في المطارات لتفتيش ومراقبة المسافرين لا سيما المدرجون ضمن قائمة الدول التي يأتي منها خطر الإرهاب على غرار الجزائر، مرجعة ذلك إلى عدم ثبوت جدوى هذه الأجهزة وغموض وآثارها على الصحة، في ظل عدم تأخر إجراء دراسة حول آثارها والتي طالب بها وتبناها البرلمان الأوروبي في أكتوبر سنة 2008. وكانت المفوضة الأوروبية من لوكسمبورغ قد جددت خلال جلسة استماع نظمها البرلمان الأوروبي نهاية الأسبوع حول الإجراءات الواجب تنفيذها بعد محاولة الاعتداء على طائرة في ''ديترويت'' التي كانت تقوم برحلة بين ''امستردام'' و''ديترويت'' نهاية السنة المنصرمة، جددت ''قناعتها بأن الاحتياجات الأمنية لأوروبا لا يمكن أن تبرر أي انتهاك للحياة الخاصة للأشخاص''، مشددة على أنه ''لا يجوز استخدام أجهزة المسح بشكل اعتباطي، ويجب إتلاف الصور الناتجة عنها فورا''. وفي السياق نفسه حذّرت ''ريدينغ'' من مغبة ''الاستسلام للخوف والمبالغة في العمل على مراقبة المسافرين باستخدام وسائل مضرة بالصحة ومنافية لمبادئ الحريات على غرار استخدام الماسحات الضوئية التي تظهر أجساد الأشخاص عارية''. ويتماشى موقف المفوضة في هذا الإطار مع التحفظات التي أبداها النواب الأوروبيون، إذ أكد المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب، جيل دي كيرشوفي، أن ''الكثير من الأمور يمكن القيام بها لتحسين مستوى الأمن في المطارات قبل تركيز أجهزة جديدة''. كما تساءلت النائبة عن حزب ''الخضر'' الإيرلندية، جوديث سيرجنتيني، عما إذا كانت هذه الأجهزة هي فعلا مجدية وهل يمكنها كشف متفجرات في المعدة؟ من جانبه أكد النائب الليبرالي الألماني ألكسندر الفارو ''لديّ شعور بأن التكنولوجيا أضحت دينا جديدا في مكافحة الإرهاب لكن بالنسبة إليّ هذا ليس حلا''. يذكر أن البرلمان الأوروبي مازال يعارض بشدة استخدام مثل هذه الأجهزة لمراقبة وتفتيش المسافرين في مطارات الاتحاد الأوروبي، في ظل غياب تشريع أوروبي واضح، مشيرا إلى أنه لا شيء يمنع أي دولة من استخدام هذه الأجهزة في مطاراتها''و كما سبق له شهر أكتوبر سنة 2008 أن تبنى قرارا يعارض استخدام أجهزة المسح الضوئي الجسدي وطلب إجراء دراسة حول آثرها، وتعهدت المفوضية الأوروبية بإجرائها في غضون أسابيع، ولا تنتظر عدد من الدول الأوروبية على غرار بريطانيا، فرنسا، إيطاليا وهولندا نتائج هذه الدراسة وقررت مسبقا اختبار هذه الأجهزة في مطاراتها الدولية.