حقق أهلي برج بوعريريج أكبر مفاجأة في مسابقة دوري أبطال العرب حينما أطاح برائد ترتيب البطولة المصرية نادي الاسماعيلي بضربات الترجيح. وسجل لاعبو البرج كل الضربات الترجيحية الخمسة ، بما فيهم الحارس البديل طوبال الذي نفذ ببراعة التسديدة الرابعة، بينما وقع القائد خضارة الضربة الاخيرة التي منحت للبرج أول تأهل في تاريخ الفريق الى الدور ربع نهائي من دوري أبطال العرب. واضاع القائد الممتاز حمص ضربة الجزاء الثالثة لناديه الاسماعيلي المصري، التي جعلت فريقه واحد اكبر المرشحين للتتويج يخرج من الادوار الاولى. وقدم أشبال المدرب مصطفى بسكري أداء جيدا من خلال الاعتماد على الحذر والذكاء في استهلاك الطاقة، حيث صمدوا طيلة شوطي المباراة، واستبسلوا في الدفاع والهجوم، وتواصل التعادل السلبي وهو ما منحهم ثقة أكبر. وزادت تشجيعات الجمهور الجزائري قوة لزملاء القائد خضارة، في ميدان المقاولون العرب، بل وتمكنوا من خلق العديد من الفرص بفضل تحركات الثنائي بوجليد ومهداوي الذين ازعجا دفاع الاسماعيلي كثيرا. ولعب ممثل الجزائر بطريقة دفاعية مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، مع اندفاع بدني كبير للاعبي الفريقين دون أن يخرج عن الاطار الرياضي، مع تمركز اللعب في وسط الميدان لينتهي النصف الاول من اللقاء بالتعادل السلبي. وفي الشوط الثاني ظهرت عزيمة نادي الاسماعيلي كبيرة في تحقيق الفوز حيث حاول الاندفاع للهجوم وتحقيق هدف السبق، لكن جل المحاولات كانت تقص عند منطقة دفاع الاهلي. وقبل نهاية المباراة فرض الفريق الاسماعيلي سيطرته على اللقاء، لكن كل محاولاته وجدت الحارس كيال حاجزا منيعا لها، قبل ان يقرر المدرب بسكري ابداله في الدقيقة الاخيرة من الوقت الرسمي بزميله طوبال اختصاصي ضربات الترجيح، لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي واللجوء الى ضربات الترجيح، علما ان القوانين الجديدة للمنافسة العربية تقتضي اللجوء الى ضربات الجزاء دون المرور عبر الشوطين الاضافيين. وتمكن لاعبو البرج على قلة خبرتهم من كسب الرهان، حيث سجل منصور الضربة الاولى، لتتوالى باقي الضربات بنجاح، بوجليد، بلهامل، الحارس طوبال، ثم خضارة، في وقت اضاع اللاعب الدولي السابق محمد حمص ضربة الجزاء الثالثة للاسماعيلي، وهو ما منح التأهل للاهلي والاقصاء المبكر للاسماعيلي. وبهذه النتيجة يكون ممثل الجزائر قد حقق اكبر انجاز في تاريخه الكروي، ومنذ صعوده لاندية الدرجة الاولى، بوصوله الى الدور ربع نهائي ابطال العرب، في انتظار باقي ممثلي الجزائر، مولودية الجزائر ضد النصر السعودي، ووفاق سطيف ضد اتحاد جدة غدا، علما ان اهلي جدة كان اول المتأهلين للدور القادم بعد ان تعادل مع الرجاء البيضاوي المغربي 3/3 . ي.ب أصداء من لقاء الإسماعيلي - البرج - دهش بعض أنصار الأهلي المصري من الذين حضروا المواجهة كيف لفريق جزائري من المغرب العربي يسمى أيضا (أهلي) البرج وقالوا أن كلمة أهلي تتوقف في ليبيا ولم يسبق أن علموا أن فريقا في الجزائر يدعى أهلي. - المعادلة المقلوبة.. هكذا وصفت الصحافة المصرية مواجهة الإسماعيلي بالأهلي، لأن الأول يحتل المركز الأول في بطولة البلد الذي أحرز كأس أمم افريقيا والثاني المركز الأخير في بطولة بلد لم يتأهل أصلا للنهائيات. - لم يكن حضور جمهور الإسماعيلي الحقيقي قويا بالنظر الى بعد المسافة ما بين الإسماعيلية والقاهرة (أكثر من 160 كلم) وإلى كون المباراة جرت في يوم الأحد (عطلة مصر يوم الجمعة). - عكس ما يحدث عندنا من تأجيلات مبالغ فيها فإن الإسماعيلي لعب مباراة ضد السويس، وفاز، كما لعب ممثلا السعودية أيضا في الدوري السعودي.. بينما تبقى بطولتنا مبتورة بالرغم من أن كل فريق يمتلك ما لايقل عن 30 لاعبا. - وصول رئيس البرج رماش متأخرا (يوم الجمعة فقط) شجع رفقاء كيال، خاصة أن الرئيس أحضر معه (مصروف الجيب) للاعبين وقام بدور بسيكولوجي. - بالرغم من تواجد أسرة البرج في فندق بقلب القاهرة المزدحمة، إلا أن المصريين لم يحرجوا ويستفزوا أشبال بسكري، خاصة وأن البرج ليست منافسة لفريقي العاصمة الزمالك والأهلي وإنما للدراويش. - البرايجية في عاصمة البيبان تابعوا المواجهة على المباشر ولم يجدوا أي إشكال، حيث بدت مدينة برج بوعريريج نهار أمس خالية على عروشها بداية من الساعة الرابعة.. والسبب بسيط جدا لأن البرج هي عاصمة (بطاقات آرتي). - بعض المناصرين الذين تنقلوا في رحلة الخطوط الجوية ليوم الجمعة نحو القاهرة قاموا باستئجار شقق مفروشة غير بعيد عن إقامة النادي في الزمالك. - لأن لاعبي الأهلي لا يمتلكون أي خبرة دولية فإن بسكري لعب دورا توجيهيا في تفسير سلوكات المضيفين ونصح اللاعبين بأن يركزوا فقط على المقابلة على أساس أن المواجهة متلفزة والحكام نزهاء والفوز لن يكون إلا للأجدر به. بسكري يكسب التحدي كسب المدرب مصطفى بسكري الرهان بعد تمكن فريقه من اقتطاع ورقة التأهل إلى نظام المجموعات من رابطة أبطال العرب ، حيث عرف المدرب السابق لشباب بلوزداد كيف يوقف زحف رائد ترتيب البطولة المصرية الذي عجز أمس عن الوصول إلى مرمى الحارس البرايجي كيال . الوطنية بسكري الذي عاش بداية موسم اسود مع شباب بلوزداد تمكن من قيادة النادي الأول للجراد الأصفر إلى نظام المجموعات في أول مشاركة لأبناء مدينة البيبان في اكبر منافسة عربية للأندية ، ليثأر بذلك أصحاب اللونين الأصفر والأسود من الوجه المخيب الذي ظهروا به الموسم الماضي في كاس الكاف . و.ب "كيال" كان عند وعده راهن أهلي البرج نهار أمس، على حارس مرماه، كيال، الذي كان نجم التأهل أمام ممثل البحرين.. كيال الذي بدا متزنا ومؤمنا بإمكانياته ساعد رفاقه في المحافظة على هدوئهم ومنحهم ثقة مضاعفة عندما بلغ مبتغاه كحارس مرمى وهو البقاء شاغر الشباك، مما مكن رفاقه من دخول ضربات الجزاء بأكثر حرية وتمكنوا من انتزاع تأهل تاريخي وكان، كيال، قد وعد بأن تبقى شباكه شاغرة وطلب من رفاقه التهديف حتى يضمنوا التأهل.. وبروز كيال جعل الحارس القسنطيني طبال برغم مواهبه البقاء على كرسي الإحتياط والاعتراف بإمكانيات زميله الذي منذ أن وصل إلى القاهرة وهو يطلب من زملائه الشجاعة والتحلي بالخطة الذكية التي نسجها بسكري ومكنت بدفاع ذكي من بلوغ الهدف الذي سافر لأجله الأهلي وأخفى طموحاته إلى آخر لحظة. أفراح عارمة في برج بوعريريج بالرغم من أن المقابلة لم تنقل على القناتين الإذاعيتين الأولى والثالثة ولم تذكر النتيجة حتى في نشرات السادسة (الإذاعية) إلا أن البرايجية تابعوا جماعات نهار أمس مغامرة فريقهم عبر فضائية آرتي، فتجمهروا في المقاهي وحتى في الحوانيت، وآمنوا بعد نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي وبروز رفقاء خضارة بأن المستحيل ممكن وأصبحت قلوبهم تخفق إلى أن بلغت ضربات الجزاء عندما ارتطمت ضربة الإسماعيلي بالعمود ومع إعلان التأهل تحولت شوارع برج بوعريريج إلى أفراح عارمة لم تعرفها المدينة منذ سنوات صعود الأهلي إلى القسم الأول. وقد ازدحم وسط المدينة بالسيارات وتواصلت الأفراح إلى ساعات متقدمة برغم (نسمات) البرد التي ميّزت البرج سهرة أمس ولكن حرارة الفرحة أنست الجميع، خاصة الأطفال والشباب الذين أجبروا أصحاب المقاهي على فتح محلاتهم إلى ساعات متأخرة وكانوا يحملون الألوان الصفراء والسوداء. فوز تاريخي "الأخير" في الجزائر يقهر "الأول" في مصر تأهل أهلي البرج والتأهل المنتظر للمولودية العاصمية ووفاق سطيف هو جرعة أمل حقيقي للكرة الجزائرية، فيكفي القول أن أهلي البرج يحتل المركز الأخير في البطولة الوطنية ب 10 نقاط من 10 جولات بينما يحتل الاسماعيلي المركز الأول في بطول مصر التي ينشط فيها الأهلي صاحب كأس رابطة أبطال إفريقيا.. كل هذا يعني أن صحوة كروية حقيقية تعرفها كرتنا في الآونة الأخيرة فالأهلي الذي لا يمتلك من الخبرة في أقدامه إلا مواجهة سابقة العام الماضي ضد (آسفي) المغربي ولا يمتلك أي لاعب دولي ضمن صفوفه تمكن من العودة بتأهل من فريق يشارك سنويا في منافسات الكؤوس الإفريقية والعربية ويمتلك مالا يقل عن سبعة لاعبين سبق لهم وأن تقمصوا ألوان المنتخب المصري الأول. النتيجة ليست مفاجأة لأن الفريقين تقابلا ذهابا وإيابا وكان بإمكان البرايجية قتل (الحكاية) في البرج، ولعبوا ببطولة جعلت أنصار المنافس لا يجدون من وسيلة سوى التصفيق والإيمان بأن الجزائر قادمة. رماش في تصريح خاص للشروق "كنا مؤمنين بتحقيق التأهل والشكر كله للاعبين والطاقم الفني" كانت سعادة رئيس أهلي البرج رماش الحواس كبيرة جدا بعد نهاية المباراة، حيث خص الشروق بتصريح خاص، أكد فيه أن فريقه اثبت قوته حينما قهر رائد ترتيب البطولة المصرية، والذي يعد في صفوفه ستة لاعبين دوليين. وقال رماش" أشكر كثيرا اللاعبين والطاقم الفني والطبي، الذين كانوا الوحيدين الى جانب الانصار الاوفياء الذين أمنوا بفكرة التأهل" مضيفا بأنه وعد اللاعبين بمكافأة مالية كبيرة وفق امكانيات الفريق". ووعد رماش في ختام حديثه بزيارة خاصة للشروق مباشرة بعد حلوله بالجزائر مساء اليوم، قادما من العاصمة المصرية، على متن الخطوط الجوية الجزائرية.