شهدت عيادة الأم والطفولة، التابعة لمستشفى سعادنة عبد النور بسطيف، فضيحة جديدة، تتمثل في وفاة ثلاثة رضع في ظروف غامضة أثارت ضجة وسط الطاقم الطبي. الوفاة الأولى تتعلق بالرضيع المدعو (ل.ع) الذي فارق الحياة بمصلحة جراحة الأطفال لعدم وجود طبيب مختص في الرعاية المركزة، حيث استنجدت المصلحة بأطباء المستشفى المركزي، إلا أن القائمين على هذا القطاع رفضوا تقديم أي دعم بسبب قلة تعداد الأطباء. نفس المصلحة قامت بإجراء عمليتين جراحيتين لرضيعين، ويتعلق الأمر بكل من الرضيعة (ح.أ) البالغة من العمر 7 أيام والرضيع (س.ر) البالغ من العمر 38 يوما، وقد كللت العمليتان بالنجاح، لكن عند تحويل الرضيعين إلى مصلحة الرعاية المركزة استدعى الأمر تدخلا سريعا من طرف أطباء الرعاية المركزة، إلا أن هؤلاء رفضوا التدخل للتكفل بالرضيعين، وهذا بالرغم من إلحاح الجراحين وتأكيدهما تلقيهما الرعاية الضرورية، حيث ظل أحد الأطباء يتصل بمختلف المصالح لإنقاذ الرضيعين، إلا أن كل تحركاته باءت بالفشل، وفارق الرضيعان الحياة في صمت. والملفت للانتباه أن ضعف التعداد الطبي أصبح يشكل هاجسا داخل مستشفى سطيف الذي لم يعد يتكفل بمرضى الولاية فقط، بل أصبح يغطي أربع ولايات كاملة، والضغط لازال في تصاعد مستمر، مع العلم أن قاعة العمليات الجراحية التابعة لمصلحة جراحة الأطفال مغلقة منذ حوالى شهرين لعدم صلاحية المصابيح الخاصة بالعمليات الجراحية (Lampes de scialytique) وفي نظر المختصين فإن العطب بسيط جدا ويمكن إصلاحه في ظرف قصير؛ لأن هذه المصابيح متوفرة ويمكن استبدال القديمة منها بكل سهولة، وعوض أن يتم إصلاح هذا الخلل لجأ القائمون على العيادة إلى حل ترقيعي يتمثل في إجراء العمليات (الخاصة بالأطفال) في قاعة مخصصة لأمراض النساء والتوليد، وهي قاعة غير ميهأة ولا تتوفر فيها الشروط الضرورية والخاصة بجراحة الأطفال. ومن جهته، نفى نائب مدير العيادة التي اتصلنا به وجود هذا النوع من المشاكل؛ بدليل أن الرضع الثلاثة تلقوا الإسعافات الضرورية، وأجريت لهم عمليات جراحية، وبالتالي فإن العمليات الخاصة بالأطفال تجري في ظروف عادية، كما أن الإدارة لم تتلق أي شكوى رسمية تتعلق بوفاة سببها الإهمال الطبي. وعلى صعيد آخر، فإن مستشفى سطيف قد دخل في عدة متاهات تتعلق خاصة بنقص المستهلكات الطبية والأدوية وخيط الجراحة، حيث تعاني صيدلية المستشفى من نقص كبير في التموين بسبب تماطل الإدارة في إمضاء سندات الطلب، مما ينجر عنه تأخر في استحضار المواد واللوازم الضرورية. للتذكير، فإن مستشفى سطيف شهد فضيحة في شهر ديسمبر من السنة الماضية أين لقي 5 أطفال حتفهم بسبب انعدام الأوكسجين، وهي القضية التي أثارت ضجة وأوفدت من أجلها وزارة الصحة لجنة تحقيق وكانت من النقاط السوداء التي عجلت برحيل المدير السابق للمستشفى، مع العلم أن مستشفى سطيف قد اشتهر منذ مدة بالفضائح واعتاد على نزول لجان تحقيق وزارية عجزت عن تغيير الوضع. آ. أسامة