زوينة: إحدى ضحايا عيادة الأنوار بقسنطينة ارتفع عدد الضحايا الذين أودعوا شكواهم لدى مصالح الأمن ضد عيادة خاصة لطب العيونبقسنطينة تدعى عيادة "الأنوار" إلى ست ضحايا، وهذا موازاة مع فتح محكمة الزيادية بقسنطينة ملف هذه القضية الشائكة. * * حيث التمست المحكمة في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء الحبس النافذ لمدة عام في حق طبيب جراح هو صاحب العيادة وأيضا في حق طبيبين آخرين وموظفتين، وهذا بتهمة الخطأ الطبي "المهني" المؤدي إلى إحداث عاهة مستديمة وإلى الوفاة مع الإشارة إلى التماس ستة أشهر في حق الموظفين بتهمة التزوير واستعمال المزور. * * عائلات الضحايا تقاضي العيادة بتهمة الإهمال والتسبب في عاهة * وقالت شاكية جديدة تضاف إلى الأربع اللائي حضرن المحاكمة، وهي السيدة زوينة بن سديرة التي أودعت شكواها لدى مصالح الأمن.. قالت للشروق اليومي إنها دخلت العيادة من أجل مداواة التهاب بسيط تسببت فيه العدسة، فتعرضت للتخدير ثلاث مرات وبعد 15 يوما أعلمها ابنها بأنها صارت من "دون عين"!! ولكنها رفضت هذا المصير، وحسب قولها فإن الطبيب رد عليها ببرودة "عينك هي الآن في الجنة"، ودفعت مقابل هذه "الفاجعة" ثلاثة ملايين، وعندما اتصلت الشروق اليومي بالمختص في طب العيون الذي قام بتحويل هذه المريضة إلى العيادة وهو الدكتور (س.د) قال إن الإلتهابات تمر بفترة سوداء يجعل من معالجتها أمرا صعبا، أما الشاكية الجديدة الثانية وهي الآنسة مليكة معزي التي فقدت أيضا عينها بصفة كلية، فاتجهت إلى العيادة ذاتها من أجل نزع الماء الأبيض من عينها فدفعت ثلاثة ملايين ولجأت إلى المحسنين من الأهل لأجل جمع هذا المبلغ حتى تحافظ على عينيها، وعندما أجريت لها العملية أحست برعشة كبيرة، وطمأنها الطاقم الطبي على صحتها خاصة أنها بقيت واضعة القطن على عينها المريضة لعدة أيام لتصدم بعد ذلك بفاجعة النزع الكامل لعينها ففقدت عينها نهائيا، وتضاف هاتان المريضتان إلى ثلاث نسوة فقدن أعينهن، وأيضا إلى الرضيع "محمد تقي الدين عسكوري" الذي فارق الحياة بعد مروره بهذه العيادة ويصر والده نصر الدين عسكوري على أن ابنه تعرض للإهمال، وهو ما جعل مجلس قضاء قسنطينة يدرج التهمة على أنها "التقصير والخطأ المهني الطبي المؤدي إلى الوفاة"، وكانت السيدة حدة كشود الساكنة في مدينة قسنطينة قد تحولت بعد إجرائها لعملية جراحية فاشلة في العيادة الخاصة نحو مستشفى قسنطينة الذي قام بإنقاذ عينها المتعفنة بنزعها نهائيا، وقال ابنها خالد للشروق اليومي إنه ظن أن نزع الماء الأبيض من عين والدته عملية بسيطة فدفع لأجل صحة أمه 4.2 ملايين سنتيم لتدخل بعد ذلك والدته في دوامة، وقالت السيدة "حدة" إنها ذهبت للعيادة من أجل كشف بسيط ليقنعوها بضرورة نزع "الماء الأبيض" وبعد العملية وتطمينات الطاقم الطبي بنجاح العملية تضاعفت الآلام وكان من الضروري نقلها إلى المستشفى الجامعي بن باديس الذي ضحى بالعين بدل التضحية بالسيدة (حدة كشود)، وهو نفس المصير للحاجة زليخة شلغوم التي زارت العيادة من أجل نزهة "الماء الأبيض" لتجد نفسها في حالة عين متعفنة اضطر المستشفى الجامعي لنزع عينها نهائيا، ولم تمض حينها عن عودة السيدة زليخة من مناسك الحج إلا بضعة أسابيع، وكما قالت الشروق اليومي "عدت من الحج حاملة النور في قلبي لأجد نفسي في ظلام دامس".. ويتفق كل الضحايا في رواياتهم على أنهم عوملوا بطريقة غير لائقة وقالوا إنهم يطردون بمجرد الإنتهاء من العملية الجراحية التي وصفوها بالمجزرة. * أما صاحب العيادة وهو جراح مختص فقد دافع عن عيادته وعن طاقمه الطبي وعن نفسه خلال أطوار المحاكمة التي جرت يوم الأربعاء، مستندا على تقرير لجنة التحقيق التي أوفدتها وزارة الصحة والتي منحته ترخيصا بتحويل العيادة إلى مستشفى، ورغم أن كل هذه الحالات وقعت خلال عام 2008 "وفاة رضيع في سن سبعة أشهر، وفقدان خمس نسوة لأعينهن"، إلا أن الجراح صاحب العيادة قال إن طاقمه الطبي أجرى خلال عام واحد حوالي ألف عملية ولم يسجل سوى حالة التهاب واحدة، يذكر أن النطق بالحكم في هذه القضية سيكون في 29 من الشهر الحالي.