قالت جريدة "الصباح" المغربية، إن عددا من كبار المسؤولين العسكريين في الجيش المغربي، شرعوا في التحرّك "بهدف استعادة الجندي المغربي الذي دخل التراب الجزائري بعد فراره من نقطة المراقبة بالقرب من مدينة السمارة، حيث كان يرابض رفقة مجموعة من الجنود". وقالت الصحيفة المغربية إن "اتصالات جارية لتسليم الجندي المعتقل حاليا بسجن بجنوب الجزائر، بعدما جرى التحقيق معه من طرف أفراد من الجيش وقوات تابعة لجبهة البوليزاريو". وحسب ما نقلته "الصباح" المغربية، فإن جبهة البوليزاريو، أذاعت على أمواج إذاعة المخيّمات، تسجيلا صوتيا "للجندي الهارب"، المدعو "عقة"، والمنحدر من منطقة أكادير، ولم تستبعد "الصباح"، ما أسمته استجابة السلطات الجزائرية لطلب نظيرتها المغربية، "سيما أن هذه الأخيرة سلّمت فعلا قبل أسبوع ثلاثة من الموظفين الجزائريين بأحد أكبر البنوك المركزية بالجزائر، أوقفوا بالمغرب" (عاشور عبد الرحمان وشخصين آخرين)، وذلك استجابة - كما أضافت - لمذكرة دولية صدرت في حقهم بطلب من السلطات الجزائرية، "لتورطهم في تهريب ما يقارب 120 مليون دولار من المؤسسة المالية التي كانوا يعملون بها، بعدما قضوا مدة الاعتقال بسجن الراكي بمدينة سلا". الصحيفة المغربية، ربطت تسليم السلطات المغربية لعاشور عبد الرحمان وشريكيه المتورطين في اختلاس 3200 مليار سنتيم من البنك الوطني الجزائري، "باشتراط تسليم الجندي المغربي الفار إلى مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري" (..). وأشارت "الصباح" إلى أن "إجراءات التسليم ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة"، وهذا "بعد تدخل كبار المسؤولين العسكريين المغاربة لدى السلطات الجزائرية"، بهدف تسليم الجندي المغربي الهارب، ومحاكمته بتهمة "مخالفة ضوابط عسكرية وتبديد سلاح ناري، الذي انتزع منه مباشرة بعد توقيفه على مشارف المنطقة العسكرية بين المغرب والجزائر". والغريب أن "الشرط" الذي تحدثت عنه الصحيفة المغربية، أو ما يمكن وصفه ب "مقايضة" عاشور عبد الرحمان بالجندي المغربي الفار، يكذبه إعتراف "الصباح" بأن الجندي "عقة"، الذي فرّ -حسبها - لأسباب مرتبطة بدعوى نفقة رفعتها ضدّه زوجته، "كان قد هرب باتجاه الحدود الجزائرية، الأربعاء الماضي"(..)، علما أن تسليم عاشور واثنين من مختلسي البنك الوطني الجزائري، تمّ رسميا الأربعاء ما قبل الماضي، أي منذ أسبوعين، فيما هرب الجندي المغربي - في حال تأكد الخبر - قبل أسبوع فقط، (الهروب الإفتراضي للجندي المغربي جاء بعد تسليم عاشور)، وهو ما يكذب ربط تسليم هذا الأخير للجزائر بتسليم عقة للمغرب! ويؤكد أنه لا علاقة لقضية عاشور بقضية "الهارب" المغربي! جمال لعلامي: [email protected] علمت الشروق من مصدر حسن الإطلاع، أن العسكري المغربي الذي فرّ من الجيش المغربي يوم الأربعاء الفارط، تحق بصفوف البوليساريو. كما أكدت المصادر، أن ضباط سامين مغاربة يعتزمون الدخول في مفاوضات سرية مع جبهة البوليساريو قصد استعادة العسكري الهارب. وحسب نفس المصدر، فإن العسكري الهارب والذي ينحدر من مدينة أغادير قد هرب وبحوزته سلاح ناري و146 خرطوشة من نقطة للمراقبة تقع على بعد 80 كلم من مدينة السمارة. المصدر أوضح أن أسباب هذا "اللجوء" تعود إلى دعوى قضائية رفعتها ضده زوجته قصد تسديد النفقة العائلية.. فيما استبعدت أوساط أخرى أن يكون هذا السبب هو الدافع الرئيسي إلى الالتحاق بصفوف البوليساريو وأرجعت السبب إلى عدم تلقيه أجرته الشهرية منذ مدة. نفس المصادر، أعلنت للشروق أن حالة الإرتباك التي يشهدها الجيش الملكي، جعلت العديد من الجنود يغرقون في المخدرات وحالات الفرار المتكررة التي تسجل داخل صفوف العسكر، وكذا الحوادث المؤدية إلى الموت في صفوف الضباط بالأراضي الصحراوية المحتلة. ع. بن خالد