قررت واشنطن ارسال وحدة خاصة لمواجهة الارهاب الى موريتانيا مطلع الاسبوع القادم للأشراف على تدريب الجيش الموريتاني على تقنيات الجديدة لمواجهة الارهاب، ياتي هذا في الوقت الذي سربت فيه بعض المصادر الامريكية اخبار مفادها ان واشنطن تجري في الوقت الحالي اتصالات سرية مكثفة مع المغرب لاقامة قاعدة عسكرية على خلفية الاعتداءات الارهابية الاخيرة التي مست دول المغرب العربي والتي تبناها تنظيم القاعدة. ذكرت مصادر إعلامية غربية امس أن القوات الأمريكية قررت إرسال وحدة خاصة بمواجهة الإرهاب إلى موريتانيا مطلع الأسبوع القادم للإشراف على تدريب عناصر الجيش الموريتاني على مواجهة الإرهاب وفق تقنيات حديثة بعد مقتل السياح الفرنسيين وجنود الجيش الثلاثة نهاية العام الماضي. ووفق المصادر الغربية التي أوردت النبأ فان المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تقع بولاية انشيرى ستكون مكان التدريب بدلا من الحدود الموريتانية المالية التي اعتادت استضافة مثل هذه التدريبات في الماضي وذلك ربما لأسباب أمنية. وكان حوالى 45 من ضباط الجيش الامريكي قد اشرف قبل اس زار المناطق الشرقية المحاذية لجمهورية مالي قبل أسابيع بأن مركز تدريب "الجمالة" شرق مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الغربي حيث أشرف 45 من ضباط الجيش الأمريكي على تدريب عناصر الحدود على مواجهة الإرهاب ضمن تعاون وثيق بين نواكشوطوواشنطن منذ فترة . أفادت مصادر مطلعة بأن الاستخبارات الأمريكية أجرت اتصالات بشكل مكثف مع الاستخبارات المغربية بشأن مشروع بناء قاعدة عسكرية في جنوب المغرب، لتكون بديلاً عن قاعدة شتوتغارت الألمانية، في سعي من واشنطن إلى مراقبة تحركات القاعدة في المنطقة الإفريقية. وذكرت المصادر نفسها أن لقاءات سرية جرت بين مسؤولين مغاربة وأمريكيين، تناولت العرض المغربي القاضي بمنح منطقة استراتيجية تدعى “كاب درعة” في إقليمطانطان المحاذي للصحراء، لبناء القاعدة العسكرية الأمريكية، وأضافت أن وفدا من التقنيين التابعين لجهاز الاستخبارات الأمريكية زار المنطقة والتقط صورا جوية لها، وعمد أفراده إلى تحديد دقيق للموقع قبل إحالة الملف على وزارة الدفاع البنتاغون لدراسته، ومناقشة التفاصيل ما قبل النهائية مع الرباط لبدء عملية نقل المعدات إلى المنطقة، وأوردت المصادر أن أمريكا عرضت صفقة “مغرية” مقابل السماح بنقل قاعدة أفريكوم إلى جنوب المغرب لمراقبة المنطقة. وحرك الهجوم الذي استهدف الشهر الماضي سياحاً فرنسيين في موريتانيا، ملف إحداث قاعدة عسكرية في منطقة طانطان المغربية، ورفعت الاعتداءات الأخيرة التي هزت الجزائر سرعة الاتصالات الجارية، إذ أفادت مصادر مطلعة بأن البنتاغون اقتنع إلى حدود الساعة بالموقع الجغرافي للمنطقة التي يفترض أن تحتضن القاعدة العسكرية، لا سيما أن الموقع يضم واجهة بحرية تسمح بتحرك سريع للبوارج البحرية، علاوة على اتساع الحدود الترابية للمنطقة، وقالت إن رغبة الأمريكيين في الحصول على موافقة السلطات المغربية حملها على التوقيع على صفقة بيع طائرات “إف 16” التي اقتنتها الرباط قبل أسابيع. وكانت جولة الاتصالات الأولية التي بدأتها الاستخبارات الأمريكية لبناء قاعدة عسكرية في إفريقيا، انطلقت منتصف السنة الماضية، غير أنها توقفت بين حسابات الأطراف المعنية بها في المنطقة، بين المغرب الذي يرى في إحداثها نهاية لقضية الصحراء ودعماً مالياً ومعنوياً أمريكياً في المستقبل، والجزائر التي سارعت إلى تقديم عرضها، مقابل التراجع عن المشروع العسكري الأمريكي في جنوب المغرب، وخرجت موريتانيا مبكرا من السباق برفضها استضافة القاعدة الأمريكية فوق أراضيها.