رد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس على خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله بخطاب حماسي نفى فيه بشدة أن يكون قد أصدر أوامر للجيش اللبناني لمصادرة أسلحة حزب الله خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، كما اتهمه نصر الله.. وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة "هذا الإدعاء عار عن الصحة ومختلق. أن رئيس مجلس الوزراء لم يعط أي أمر لعسكري أو غير عسكري لمصادرة أي سلاح للمقاومة أثناء العدوان الإسرائيلي".. من جانب آخر، نفى الجيش اللبناني أن يكون تلقى أمرا من رئيس الحكومة بمصادرة سلاح المقاومة الذي ينقل إلى الجنوب، لكنه قال في بيان الجمعة إنه كان قد ضبط كمية من الذخائر العائدة للمقاومة. وقال الجيش في بيانه إنه "الذي لم يتوان طيلة الفترة السابقة لحرب "يوليو/تموز" وخلالها عن دعم المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي تنفيذا للبيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة وإيمانه بتضحيات المقاومة، وتؤكد قيادته أنها "لم تتلق أمرا من رئيس الحكومة بمصادرة سلاح المقاومة الذي ينقل إلى الجنوب". ومن جهته، وصف وزير الداخلية اللبناني أحمد فتفت بأن الخطاب "خطر جداً، وقد يؤدي إلى فتنة كبيرة في البلاد"، داعياً نصر الله إلى "تقديم الأسماء والدلائل على ما ساقه من اتهامات في حق رئيس الحكومة وقادة الأكثرية". واتهم السنيورة أمام حشد من مناصريه في السراي الحكومي زعيم حزب الله "بالقيام بانقلاب أو على الأقل يهدّد بالانقلاب"، مشيرا إلى أن "الشارع لا يوصل إلى أي مكان" وان عبارات نصر الله "تحمل التهديد وبذور الشقاق والفرقة بين اللبنانيين". وعتب السنيورة على "نهج تعامل حزب الله الذي يستند إلى أسلوب تخوين الآخر والتهديد"، مشيرا إلى "أن كلام نصر الله فيه الكثير من الغضب والصلف الذي لا يقبله اللبنانيون". رئيس جبهة العمل الإسلامي د.فتحي يكن في خطبة الجمعة بساحة رياض الصلح. المعارضة ترفض حصرها في اغتيال الحريري ألقى الداعية الإسلامي الدكتور فتحي يكن رئيس جبهة العمل الإسلامي خطبة الجمعة أمس أمام المعتصمين في ساحة رياض الصلح وتوجه بالقول "اعتصامكم الجامع من كل الطوائف والمذاهب والتيارات الفكرية والسياسية سيسقط بعون الله تعالى المشروع الأمريكي كما أسقطت المقاومة أسطورة الدولة التي لا تقهر". وقال "ليس صحيحاً أن المعارضة ترفض المحكمة الدولية.. هذا كذب وافتراء.. ولكن المعارضة تتمسك بحصرية دور هذه المحكمة أن لا يتعدى الكشف عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري وحتى لا يكون تدويل القضاء مدخلاً إلى تدويل لبنان.. هل تعلمون أن على رأس الجهاز القانوني الموكل إليه دراسة المحكمة الدولية، اليهودية "د.دافتا شراغر" خريجة جامعة تل أبيب بدرجة PHD وبعد ذلك لنتساءل كيف ستكون توجهاتها وقراراتها". وأضاف "ليس صحيحاً أن المعارضة تدفع بالبلاد إلى اقتتال وحرب أهلية إنما الصحيح أن في الموقع الآخر ولا أقول كل من في الموقع الآخر، قوى من الرابع عشر من آذار ملطخة أيديهم بدماء اللبنانيين، بدماء الموارنة والسنة". وتابع "إن خارطة العالم الأمريكية واضحة المعالم في تصنيفها لدول العالم وعلينا أن نقرأها جيداً وهي تبين أن هناك دولاً مصنفة أمريكياً على أنها إرهابية لمجرد أنها أبت الخضوع للإملاءات الأمريكية وهي فلسطين والعراق وكوريا والصين وسوريا وإيران وأخيراً لبنان.. يوم فشلت القوات الأمريكية في العراق لجأت إلى سلاح الفتنة المذهبية وبعد أن حولت العراق محرقة، أعلنت عن انسحاب وشيك تاركة بلاد الرافدين تحترق دون أن تترك لأحد القدرة على إطفاء هذه الفتنة.. وها هي الولاياتالمتحدة تستخدم نفس السلاح لتقذف باللبنانيين إلى المحرقة المذهبية تحت عنوان تعبئة السنة لمواجهة خطر الشيعة وتعبئة الشيعة لمواجهة السنة تحت ذريعة نزع سلاح المقاومة كما اتخذت ذريعة أسلحة الدمار الشامل لاحتلال العراق. أسأل قوى 14 آذار هل تدرك كل ذلك؟ هل قرأت الخريطة؟ هل هي موافقة على تنفيذ هذه الخريطة؟ هل تعي كل ذلك، أم أنها تنكره أو تتجاهله أو لا تعرفه؟ هل تعي هذه القوى مدى خطورة التوقف عند مساحات ضيقة جداً من المكاسب؟ هل تريد قوى 14 آذار ان تلغي هذا الحشد المليوني المتدفق والمتجدد يومياً منذ أسبوع، حشد تاريخي ليس للشيعة وليس للسنة وليس لأي طائفة محددة وإنما حشد لبناني على حجم لبنان والطوائف والمذاهب والتيارات الموجودة فيه. "سلاح المقاومة لا يمكن أن يوجه إلى لبنان، ممنوع عليه في الموقف الشرعي قبل السياسي، في الموقف الإسلامي قبل الحركي والحزبي أن يوجه إلى الداخل اللبناني". القسم الدولي/ الوكالات