تستعد قوى المعارضة اللبنانية لاعتصام حاشد اليوم الأحد، في تحرك لوج ألامين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله بأنه سوف يكون تاريخيا وغير مسبوقا، وسوف يفتح مواجهة المعارضة مع الحكومة على مرحلة ثانية إن لم تتجاوب الأكثرية والحكومة مع مطلب إعطاء المعارضة "الثلث المعطل" ضمن أي تعديل حكومي, ولم تستبعد مصادر في المعارضة أن يتم اللجوء إلى العصيان المدني من أجل إسقاط الحكومة لو استمر الفريق الحاكم في نهج التصلب والاستئثار.. يأتي تحرك اليوم في ظل انسداد أفق الأزمة السياسية وغياب أي مؤشر للتقارب بين الفريقين المتصارعين, وذلك رغم المبادرات الداخلية وتلك التي تقدم بها الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، كما يأتي تحرك المعارضة بعد يومين صاخبين شهدهما لبنان. الأول مساء الخميس بخطاب ألقاه الرجل الأول في حزب الله اتهم فيه خصومه بالخيانة والثاني ألقاه رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة رد فيه على نصر الله وأكد فيه تمسك الفريق الحاكم الرافض لإسقاط الحكومة عبر الشارع. ونقلت صحيفة "الإخبار" عن مصدر في لجنة التنسيق المشتركة للمعارضة أن يوم الاثنين المقبل"سيكون يوما جديدا يتم فيه تعطيل كل المؤسسات ويتوقف العمل في المرافق الحكومية وخصوصا المطار والمرفأ والإدارات العامة". وذكرت أن خطة التحرك "ستشمل إغلاق طرق رئيسية" لم تحددها. وعلى صعيد أخر، رد حزب الله أمس على بيان الجيش اللبناني بخصوص الاتهام الذي وجهه زعيمه الأول في خطاب الخميس إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وقال الحزب في بيان انه يتأسف ويتفهم الحرج الذي وقع فيه الجيش، وأوضح "أن بيان مديرية التوجيه يعترف بأن حاجزا للجيش صادر أسلحة تبين أنها تعود للمقاومة.." وأضاف أن الحزب ابلغ من طرف الجيش بأن أي شاحنة سلاح أخرى لن يسمح لها بالمرور وانه طلب منه بحث المسالة مع فؤاد السنيورة.. إلى ذلك شكلت الأزمة السياسية في البلاد مادة رئيسية للصحافة اللبنانية التي ظهر عليها الانقسام في المواقف. وفي تقييمها لمواقع الخسارة والربح عند الفريقين كتبت صحيفة "الديار" المعارضة: "يتضح أن لا غالب ولا مغلوب بعد. فلا المعارضة تمكنت من تحقيق مكاسب ولا السلطة تراجعت إلى الوراء". في حين لخصت صحيفة "النهار" الموالية للحكومة الوضع بسؤال أساسي "إلى متى يستمر حزب الله في اعتصامه بالشارع الذي بات افقا مسدودا بفعل تراكم الدعم الداخلي والخارجي للسنيورة وحكومته؟" .. قوى 14 آذار تتخوف من التقارب السوري الأمريكي أثارت دعوة مجموعة دراسة العراق واشنطن لإجراء محادثات مع دمشق تساؤلات بين بعض الزعماء اللبنانيين المعارضين بشأن ما إذا كانت حليفتهم الولاياتالمتحدة ستسمح لسوريا بإعادة تأكيد نفوذها في لبنان مقابل تقديم يد المساعدة في العراق, واقترحت مجموعة دراسة العراق برئاسة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر أن تتخلي الولاياتالمتحدة عن سياسة تحاشي كل من سوريا وإيران اللتين تتهمها بتأجيج أعمال العنف في العراق لتفادي "انزلاقه نحو حالة من الفوضى". ولم يتضح ما إذا كان الرئيس الأمريكي جورج بوش سيتبنى جميع أفكار اللجنة إذ يعتبر بوش لبنان نموذجا للديمقراطية ويصف سوريا بأنها ملاذ امن للإرهابيين, وقدم بوش مرة ثانية دعما قويا لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يوم الخميس واتهم سوريا بمحاولة زعزعة الحكومة في لبنان. ولكن المساندة العلنية قد تتراجع أمام ما يخشاه بعض اللبنانيين من تنازلات سرية لسوريا فيما تبحث واشنطن عن سبل للخروج من دائرة العنف في العراق, ويقول هلال خشان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت " الحاجة لجهود سوريا لتهدئة الوضع في العراق ستمنح السوريين فرصة لتأكيد نفوذهم في لبنان". وأوضح" لن يدهشني إذا أدت محاولة تحسين الوضع في العراق لتقديم تنازلات معينة ضمنيا في لبنان ". وكانت سوريا قد سحبت جيشها من لبنان في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ويحاول الزعماء المناهضون لها المضي قدما في خطط تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المشتبة بهم في اغتيال الحريري ويحملون سوريا مسؤولية اغتياله. القسم الدولي