أحالت الشرطة الإسبانية 11 مهربا جزائريا للمهاجرين السريين أمام القضاء بعد تحقيق دام عدة أيام في أوساط أكثر من 130 مهاجر سري تم القبض عليهم، عند محاولتهم بلوغ شواطئ مدينة ألميريا بجنوباسبانيا الشهر الماضي. واستنادا إلى الصحافة الاسبانية أول أمس الخميس، تمكنت مصالح الأمن الإسبانية من التحقق في هوية هؤلاء المهربين بفضل استجواب المهاجرين السريين الجزائريين وكذا بفضل الإبلاغ عنهم من قبل بعض ممن هرّبوهم. وقد تم توقيف المهربين بعد التأكد من هوياتهم داخل مراكز الإيواء التابعة لمندوبية ألميريا والصليب الأحمر خلال الأسبوعين الماضيين. وحسب مندوبية حكومة ألميريا، فإن الأشخاص ال 11، الذين يمتلكون قوارب، تمت إحالتهم على القضاء بتهمة الإضرار بحقوق مواطنين أجانب وفقا للقانون الاسباني. واتهم أحد مالكي هذه القوارب، البالغ من العمر 53 سنة، بمحاولة رمي 59 من مواطنيه الجزائريين في البحر يوم 13 نوفمبر الماضي، على بعد ميل من شاطئ "ماسيناس" بألميريا لكي يتمكن من العودة إلى ميناء الانطلاق بغرب الجزائر والإفلات من حراس الشواطئ الإسبان. وقد أرغم الرفض القطعي للمهاجرين السريين بمواصلة السفر سباحة المهرب على الاقتراب من الساحل، مما حدا بعناصر الحرس المدني الاسباني إلى التدخل لإيقاف راكبي القارب. وقد تمكنت أيضا، الشرطة من التحقق من هوية مساعده البالغ من العمر 39 سنة ثم توقيفه الإثنين الماضي. وفي نفس اليوم تم التحقق من هوية مهربين جزائريين للمهاجرين السريين بفضل شهادات 10 من مواطنيهم، باعتبارهما مالكين للقارب الذي حاولا بواسطته الوصول سريا إلى التراب الاسباني عبر ساحل "كابو دو كاط" بألميريا يوم 22 نوفمبر. كما أن المهاجرين السريين ال 42 الذين تم إيقافهم ثلاثة أيام من قبل على متن قارب كانت تجرفه مياه البحر تحققوا من هوية ثلاثة من المهربين تتراوح أعمارهم ما بين 21 و23 سنة. وقادت عملية إيقاف قاربين ما بين 15 و18 نوفمبر وعلى متنها 30 مهاجرا سريا، إلى اعتقال أربعة مسؤولين آخرين لقوارب، أعمارهم ما بين 23 و37 سنة. وقد اعترض حراس السواحل الإسبان 33 قاربا على متن كل واحد ما بين 10 و15 مهاجرا سريا جزائريا خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر، في حين أفادت الصحف الإسبانية أن تسعة منهم على الأقل لقوا حتفهم غرقا خلال هذه الفترة فقط بعد أن تعرض قاربهم للعطب على بعد بضع أميال من منطقة "بونتا سابيندا" على شاطئ "أوخيدو" قرب ألميريا، في حين تم اعتراض قاربين يوم الثلاثاء الفارط، على متن كل واحد منهما 10 و11 مهاجرا سريا جزائريا. وأشارت مندوبية حكومة ألميريا إلى أن 63 مهاجرا جزائريا قد تم إنقاذهم من الموت خلال نفس الفترة، آخرها كان قارب على متنه 12 راكبا تمت نجدتهم على بعد 28 ميلا من ميناء ألميريا من قبل البحرية الإسبانية بعد أن عثرت عليهم طائرة هيليكوبتر للجيش الإسباني. وشهدت شواطئ ألميريا وومرسيا وأخرى جنوباسبانيا خلال الشهور الأربعة الماضية، تدفقا غير معتاد لمئات المهاجرين السريين الجزائريين بلغ عددهم، حسب السلطات الإسبانية، أكثر من 900 مهاجر منهم حوالي 460 وصلوا الشواطئ الإسبانية على عدة دفعات في ظرف ثلاثة أيام خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر. كمال منصاري