أنهى النجم العالمي يزيد زين الدين زيدان زيارته إلى موطنه الأصلي أمس بزيارة إلى مسقط رأس والديه بقرية اقمون أعالي بجاية. وحظي "زيزو" باستقبال حاشد لم يشهده في المناطق التي زارها من قبل في العاصمة وبومرداس، حيث شهدت القرية بمدينة بوخليفة منذ الساعات الباكرة ليوم الجمعة التفاف عدد كبير من هواة ومحبي النجم العالمي. ورغم سوء التنظيم الذي عهده "بطل فرنسا" في طيلة زيارته للجزائر والتي بدأها يوم الاثنين فان زيدان لم يخف إعجابه الكبير بجمال الطبيعة الجزائرية، الذي تركت آثارا عميقة في نفسه . وكانت الحلقة الأهم في زيارة اللاعب إلى الجزائر هي حلوله بمسقط رأس والدية باقمون، حيث وجد اللاعب المتوج بلقب العالم عام 98 صعوبة كبيرة في ولوج بيت والديه بسبب الحشود الكبيرة التي ارتصت على حواف الطرق المؤدية من والى المنزل. وتزينت القرية برايات عملاقة تمجد باللاعب، ولافتات ترحيبية، قبل ان يتوجه النجم العالمي إلى بيت والديه بعد آخر زيارة له في عام 86، لتناول مأدبة غذاء أقيمت على شرفه. وتعالت زغاريد النسوة، بعد أن ولج اللاعب البيت حيث جلس رفقة مقربيه في غرفة واسعة الارجاء، لتناول طبق غذاء تقليدي يتمثل في كسكسي الشعير ولحم الخروف والحليب، قبل أن يتوجه إليه نسوة القرية بتقديمه هدايا رمزية متمثلة في لباس تقليدي يعكس الهوية الامازيغية للسكان المنطقة. وشوهد النجم العالمي يبكي بحرقة شديدة لدى تقبليه لعدد من أبناء المنطقة كانوا في استقباله، وأكد "زيزو" مثلما يلقب بأنه لم يتنكر أبدا لهويته كقبائلي وجزائري، وانه جاء لمساعدة السكان. ورغم أن سكان المنطقة قاموا بتهيئة مسجد القرية تحسبا لأداء اللاعب للفريضة إلا أن زيدان تغيب عن موعد صلاة الجمعة، التي ميزتها حضور والده إسماعيل. وقال زيدان لدى حديثه للجمع الذي التف حوله" أعدكم باني سأجعل من اقمون جنة فوق الأرض " مشيرا إلى إطلاقه لعدد من المشاريع الضخمة للنهوض ببلدية بوخليفة و بجاية عموما. وتعد هذه الزيارة الأولى لزيدان إلى مسقط رأس والديه باقمون بعد ان غادرها صبيا في آخر زيارة له عام 86، والثانية له في مدينة بجاية التي طاف في أرجائها للمرة الثانية في ظرف 24 ساعة. وكان من المرتقب أن يصل زيدان إلى بجاية أول أمس على متن طائرة هيليكوبتر، بيد ان تردي الاحوال الجوية دفع بالسلطات الى منحه طائرة خاصة اقلته الى مدينة جيجل باعتبار ان مطار بجاية مغلق . وكما يقال"رب ضارة نافعة" بالنسبة لسكان جيجل فان إغلاق مطار بجاية جعله يمر عبر بوابة جيجل على شريطها الساحلي، الذي أدهش زيزو بسحره عبر سيارته الرئاسية مرسيدس، وهو يقطع التخوم وتعرجات كورنيش المدينة باتجاه بجاية. ورغم تردي الأحوال الجوية، والسقوط الغزير للإمطار إلا ان ذلك لم يمنع سكان جيجل من صنع الحدث، حيث انبهر زيزو بالاستقبال الشعبي . وعاد زيدان إلى جيجل أمس لكن هذه المرة عبر الجو على متن طائرة الهيليكوبتر التي طافت به سماء الولاية ، حيث تعرف جيدا على الإمكانيات السياحية للمدينة التي ترسمت في ذاكرته، وستدفعه حتما للاستثمار في مجالها السياحي والرياضي. ودامت زيارة زيدان التاريخية خمسة أيام بدأها يوم الاثنين كنجم عالمي فرنسي، وانهاها مثل البطل القومي الجزائري حينما قام الرئيس بوتفليقة يوم الاربعاء بتقليده وسام الاثير، بعد ان منحه أقامته وحرسه وطائرته الخاصة، في زيارة بدعوة رسمية منه. وتعتبر زيارة زيدان رسمية بطابع خيري حيث قام بتدشين العديد من المشاريع الخيرية تضامنا مع ضحايا زلزال ماي 2003. ن.هارون/ياسر.ع