لا يزال سكان قري بلدية "آيت يحي موسى" بدائرة "ذراع الميزان" حوالي 40 كيلومترا عن مقر ولاية تيزي وزو جنوبا، يعانون من مخلفات التهميش والعزلة التي ضربتا عليهم حسب ما أكدوه، حيث لا يزال سكانها يعتمدون على الوسائل التقليدية في معيشتهم اليومية. كما اضطر آخرون إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة لبعد المدارس عن قراهم وأمور أخرى ساهمت في تدنى المستوى المعيشي في هذه البلدية، التي عانت قبل ذلك من ويلات الاحتلال الفرنسي الغاشم كونها مسقط رأس المناضل "كريم بلقاسم" وإخوانه الثلاثة، فسكان المنطقة يعانون الأمرين جراء غياب أدنى ضروريات الحياة من جهة وكثرة عمليات السرقة والاعتداءات التي تحدث بشكل يومي وهي لا تعد ولا تحصى، وهو ما دفع بأغلب قاطني قرى البلدية المذكورة أعلاه، إلى البحث عن الأمان والاستقرار، حيث لجأ الكثير منهم إلى الهجرة نحو بلدية "ذراع بن خدة" وآخرون فروا إلى وسط مدينة تيزي وزو. هذا وقال سكان القرى وهم يسترجعون ذكريات سوداء عاشوها طيلة السنوات الماضية والتي كانت مليئة بالعزلة والتهميش وغياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة، أن هذه الظاهرة دفعتهم إلى تشييد بناءات فوضوية في مناطق أخرى للهروب من هذا الواقع الذي وصفوه بالمرير جراء انتشار ضواهر السرقة، المخدرات، والاعتداءات، حيث أضاف محدثونا أنه خلال السنوات القليلة الماضية كان التوجه إلى القرى خاصة في الفترة المسائية ضرب من الجنون، حيث تضطر العائلات إلى دخول منازلها باكرا، حيث فرضت عليهم هذه الجماعات حظر التجول انطلاقا من الخامسة مساء، وفي سياق متصل قال سكان القرى أنه وبالرغم من التحسن المسجل من الناحية الأمنية وعودة الاستقرار إلى المنطقة في الآونة لم يشفع لهم، إذ يعاني سكان القرى الذين أجبرتهم الظروف على البقاء بأراضيهم الأمرين. الطرقات المهترئة وغياب المرافق العمومية عمقا المعاناة
في سياق موازي أكد سكان المنطقة أن غياب المرافق العمومية بالقرية، لا سيما غياب قاعة للعلاج زادت من معاناتهم، مشيرين إلى أن قريتهم تفتقد لأدنى ضروريات الحياة خاصة ما تعلق منها بالجانب الصحي والخدماتي، مضيفين أنهم يقطعون أكثر من 5 كيلومترات مشيا على الأقدام، للوصول إلى مركز بلدية "أيت يحي موسى" أو التنقل باكرا إلى دائرة "ذراع الميزان" أو "ذراع بن خدة"، لقضاء حاجتهم في ظل غياب وسائل النقل. وقال محدثونا أن الأمر يزداد سوءا بالنسبة للعجائز والأطفال الصغار خاصة في فصل الشتاء، حيث يقطعون تلك المسافة للوصول إلى البلدية للعلاج أو لقضاء أمور أخرى، وفي سياق متصل قال سكان قرى"إعلالن" إن وسائل النقل المتوفرة تقلهم إلى غاية قرية "أيت يحي موسى" ليواصلوا بعد ذلك مسيرتهم مشيا على الأقدام إلى غاية قريتهم، مؤكدين أن أصحاب وسائل النقل يرفضون التوجه إلى القرية في ظل اهتراء الطريق وصعوبة المسالك وأمور أخرى.