تشهد محلات بيع الحليب ومشتقاته في بلديات المنطقة الجنوبية ولاية تيزي وزو على غرار بلدية "بوغني"، "واضية"، ذراع الميزان و"آيت يحي موسى"، ندرة كبيرة في هذه المادة على غرار مختلف البلديات الأخرى للولاية منذ أكثر من شهرين متتاليين. وذلك رغم عودة عمال ملبنة "ذراع بن خدة" التي تبعد بحوالي 20 كيلومترا عن مقر ولاية تيزي وزو جنوبا إلى العمل، بعد أسبوع كامل من التوقف بسبب غياب حليب البودرة المستورد، والمستعمل لإنتاج حليب الأكياس الذي يستهلك بكثرة في المنطقة، وتفاقمت الأزمة أكثر خلال أيام عيد الأضحى المبارك، حيث أضحى المواطن يقطع مسافات طويلة للوصول إلى نقاط البيع وفي ساعات مبكرة، من أجل الظفر ولو بكيس واحد من الحليب وبسعر مرتفع في بعض الأحيان. حيث يفوق سعر الكيس الواحد من الحليب سقف ال 30 دينارا، وذلك في بلدية" ذراع بن خدة" رغم قرب الملبنة المذكورة أعلاه من المدينة، فما بالك بالقرى الأخرى البعيدة عنها، هذا وقد اشتكى التجار والمواطنين القاطنين بالمناطق الجنوبية، على غرار بلدية "بوغني" و"ذراع الميزان" من نقص هذه المادة الضرورية التي تستعمل كثيرا في المنطقة، مما دفع بالكثير من السكان إلى شراء علب الحليب المجفف وبأسعار باهظة الثمن حيث وصل سعر العلبة إلى ما يزيد عن 300 دينار في "بوغني"، و250 دينار في "ذراع الميزان" وأكثر من ذلك في قرى ومداشر "بومهني" و"معاتقة"، وذلك بالنظر إلى الطلب الكبير على هذه المادة. في سياق موازي شهدت مختلف بلديات الولاية مؤخرا اضطرابا واضحا في التزود بمادة الحليب في مختلف محلات المواد الغذائية، لاسيما خلال يومي العيد المبارك، بعد أن تحولت هذه المحالات إلى ساحات لتبادل الشتائم بين المواطنين، وصلت في غالب الحالات إلى الشجار، من أجل الحصول على كيس حليب واحد، الأمر الذي تطلب في بعض نقاط البيع تدخل عناصر الأمن لتنظيم عملية التوزيع، فيما لجأ المواطن إلى التزود بالحليب المجفف الذي وجده وسيلة مثلى لتعويض حليب الأكياس في انتظار توفر هذه المادة، هذا وصرح لنا "علي" وهو تاجر ببلدية "بوغني" بأن الموزعين أصبحوا يجلبون صندوقين من الحليب لكل تاجر في المنطقة أمر توزيعه يخلق العديد من المشاكل خاصة وأن الموزعين يتنقلون إلى المنطقة في حدود الساعة الواحدة الشيء الذي يخلق فضوى كبيرة في توزيع هذه المادة أمام الطلب الكبير لها.