كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية «رشيد بن عيسى» أن الجزائر سجلت خلال السنوات الأخيرة تطورات ملموسة وجد مشجعة في مجال التنمية الريفية، والتقدم المعتبر في مجال مكافحة سوء التغذية التي بلغت 0.4 بالمائة سنة 2010، مطالبا أن يكون هذا الأخير دائما ومتواصلا ومن شأنه تعزيز الأمن الغذائي عبر العالم. ومن خلال إشرافه على مراسيم افتتاح اليوم العالمي للتغذية تحت شعار «معا لمكافحة الجوع»، أوضح أن الجزائر عملت مبكرا من أجل حظر الجوع وسوء التغذية وما يندرج عنه، معبرة بذلك عن مساندتها للبلدان التي تعاني منه، وحرصت من جهة أخرى على تطوير الميكانيزمات المشجعة للتنمية والتي تقضي على شبح الجوع وسوء التغذية.
وأكد «بن عيسى» على ضرورة إبرام المزيد من التعاون في مجال الفلاحة الذي يتميز بتكامل معتبر يتعين استغلاله لفائدة الأمن الغذائي، باعتبار أن هذا الأخير عنصر ثابت بمنظمة الأممالمتحدة وعلى وجه خاص بالمنظمة العالمية للتغذية والزراعة، كما أصبح الأمن الغذائي محل اهتمام جمعيات حماية الأسر والطفولة وترقية النساء في الأرياف. وحسب آخر الإحصائيات، سجلت الجزائر تراجعا كبيرا في نسبة سوء التغذية ب 0.4 بالمائة في سنة 2010، بعد أن بلغت 10 بالمائة في عام 1995، وذلك بفضل السياسة الغذائية المنتهجة وعلى وجه خاص حول تجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي الذي تطمح إليه الجزائر، حيث ركز «رشيد بن عيسى» على الأهداف الثلاثة الرئيسية والمتمثلة في السعي إلى حماية وتثمين وتدعيم أداة العمل والمحافظة على الماء والأرض، وكذا الرمي إلى تعزيز التجديد الريفي من خلال تنمية ريفية ديناميكية فعالة، فيما يتمثل الهدف الثالث في بلوغ تنمية ثقافة الامتياز وتقوية الكفاءة والتنافس بين الفاعلين وتشجيع الابتكار. ومن خلال مداخلة الوزير، كشف عن المجهودات الجبارة التي بذلتها الجزائر في مجال مكافحة الجوع على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، حيث التزمت الجزائر في إطار المخطط الخماسي 2010-2014 بتنفيذ سياسة التجديد الفلاحي والريفي بتعبئة موارد عمومية تقدر ب 200 مليار دينار سنويا، مساهمة بذلك في تشجيع استثمارات الخواص، في حين جدد ممثل المنظمة العالمية للتغذية والزراعة "الفاو" تشجيعه ومساندته للدول التي تعاني من سوء التغذية، مشيرا بذلك إلى الأرقام المخيفة والمقدرة 239 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية. وبهذه المناسبة أشرف «رشيد بن عيسى» على توزيع ميدالية الاستحقاق الممنوحة من طرف منظمة " الفاو" تشجيعا للباحثين والإعلاميين الذين أولوا اهتماما بالغا للمجال الفلاحي، ودشن بذات المناسبة المعرض المقام من طرف صغار المستثمرين الفلاحين والمربيين بساحة المعهد الوطني للأبحاث الزراعية.