أرجع وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، أمس، الأزمة التي شهدها مؤخرا العديد من ولايات الوطن بسبب الندرة المسجلة في التزود بالحليب، إلى ما عبر عنه بوجود خلل على مستوى سلسلة الإنتاج والتوزيع. ودون ذكر ماهية وأسباب الخلل الملاحظ، قال الوزير، على هامش مراسم افتتاح اليوم العالمي للتغذية تحت شعار فمعا لمكافحة الجوع، فإن الوزارة باشرت مفاوضات بين مختلف الفاعلين في القطاع، من أجل الاتفاق على النقاط التي من شأنها إيجاد الحلول للخروج من الأزمة''. وموازاة مع ذلك، قال بن عيسى خلال كلمته الافتتاحية لأشغال الملتقى، إن الجزائر سجلت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملموسا في مجال التنمية الريفية كجهود تندرج ضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي ومكافحة سوء التغذية، مشددا على ضرورة مواصلة الإستراتيجية وإشراك جميع الفاعلين. وأشار الوزير إلى أن آخر الإحصائيات الدولية تؤكد أن الجزائر سجلت تراجعا كبيرا من حيث نسبة سوء التغذية ب 4 بالمائة في سنة 2010 ، بعد أن بلغت 10 بالمائة في عام ,1995 ليرجع الفضل في ذلك إلى السياسة الغذائية المنتهجة وعلى وجه خاص حول تجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي الذي تطمح إليه الجزائر، حيث ركز رشيد بن عيسى على الأهداف الثلاثة الرئيسية المتمثلة في السعي إلى حماية وتثمين وتدعيم أداة العمل والمحافظة على الماء والأرض، وكذا التطلع إلى تعزيز التجديد الريفي من خلال تنمية ريفية ديناميكية فعالة. فيما يتمثل الهدف الثالث في بلوغ تنمية ثقافة الامتياز وتقوية الكفاءة والتنافس بين الفاعلين وتشجيع الابتكار. من جهته، قال ممثل منظمة التغذية العالمية في الجزائر، إن مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتغذية تعتبر فرصة لإعادة بعث البرامج المقررة في إطار مكافحة المجاعة وسوء التغذية والوقوف على تقييم النتائج المحققة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الإحصائيات العالمية تؤكد أن 135 مليون نسمة في العالم يعانون من المجاعة، وأن حوالي 14 ألف طفل يموتون كل ست ثوان جراء المضاعفات التي تتسبب فيها سوء التغذية، الأمر الذي يجعل من التعاون لمكافحة هذه الظاهرة حتميا، لاسيما بالنسبة للدول الإفريقية، إذ أن 30 بالمائة من نسبة سوء التغذية في العالم مسجلة في منطقة الصحراء الإفريقية.