كشف أمس وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أن إشكالية الأمن الغذائي في طريقها لفرض نفسها كعنصر ثابت في الأجندات السياسية لكل دول العالم، وعليه فقد كانت الجزائر السباقة لتطوير قطاع الفلاحة والتجديد الريفي وهي عازمة اليوم على التنسيق مع باقي دول العالم التي تعاني من الفقر لنقل الخبرة والتجربة في مجال تسيير الفلاحة التي تعتبر الركيزة الأساسية لمكافحة الفقر والجوع عبر العالم ، في حين أشار ممثل المنظمة العالمية للتغذية ''الفاو'' إلى رفع رهان مكافحة الجوع الذي يهدد اكثر من 925 مليون شخص عبر العالم واحتفالا باليوم العالمي للتغذية تحت شعار ''معا لمكافحة الجوع'' نظمت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تظاهرة علمية بالمعهد الوطني للأبحاث الزراعية بالتنسيق مع عدة وزارات بغرض تحسيس الرأي العام بإشكالية الأمن الغذائي عبر العالم، وضرورة تنسيق الجهود للنهوض بالقطاع الفلاحي خاصة في الريف كونه القطاع الوحيد الذي من شأنه مكافحة الفقر والجوع، وبالمناسبة حث وزير القطاع كل الفاعلين لتبادل الخبرات والجهود بالتنسيق مع المنظمة العالمية للتغذية ''الفاو'' مشيرا إلى المجهودات المبذولة من طرف الحكومة الجزائرية لحماية وتثمين أداة العمل بالقطاع الفلاحي وهي الماء والارض التي تعتبر القاعدة الأساسية للأمن الغذائي، من خلال حماية الأراضي الفلاحية من الضياع عبر رزنامة من النصوص التشريعية والتنظيمية، مع المراهنة على رفع المساحات المسقية مستقبلا الى 6,1 مليون هكتار في آفاق 2014 ونظرا لأهمية اعادة الحياة الى المناطق الريفية تطرق الوزير في تدخله إلى برنامج التجديد الريفي بكل ما حمله من إجراءات تشجيعية لتثبيت السكان في أراضيهم واستغلال الثروات الطبيعية لتطوير الانتاج الفلاحي. من جهته أشاد وزير الصحة وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس بالقفزة المسجلة في المجال الصحي مما خفض نسبة سوء التغذية بالجزائر الى مستويات جد ضعيفة قدرت ب 7,1 بالمائة ، علما أن الجزائر كانت السباقة لمنع استعمال الملح بدون يود سنة 1986 مع إلزامية فتح المطاعم المدرسية عبر كامل التراب الوطني ومجانيتها بالنسبة للعائلات المعوزة، مؤكدا أن ما يشير إلى التغذية الحسنة للأطفال هو تسجيل ارتفاع حالات الإصابة بالسمنة الزائدة وسط الأطفال ب 3,9 بالمائة. من جهته أشاد ممثل منظمة التغذية ''الفاو'' السيد جي دولانوا بما تم تنفيذه في المجال الزراعي بالجزائر وهو ما سمح برفع تحدي ''الأمن الغذائي''، الأمر الذي تجلى في تصدير أول دفعة من الشعير بعد اكثر من 40 سنة، وهي التجربة التي ارتأت منظمة ''الفاو'' التنويه بها وجعلها تجربة لبقية الدول عبر نشريتها الأخيرة ''طريق النجاح'' الذي تضمن تجربة ثلاث دول منها الجزائر، التي قررت مؤخرا إرسال فرق من الخبراء التقنيين في مجال تربية الحيوانات والسقي بالتقطير الى دول طوغو، وهو ما يدخل في اطار دعم مساعي الحكومة للنهوض بالقطاع الفلاحي، حيث سيدرب الخبراء الجزائريون نظراءهم الطوغوليين لمدة سنتين في اطار التعاون ''جنوب، جنوب''.وفي الرسالة التي أرسلها المدير العام للمنظمة العالمية للتغذية السيد جاك ضيوف بالمناسبة أشار الى ضرورة جمع توقيعات إضافية للعريضة الدولية التي تحضرها المنظمة لمكافحة الجوع عبر العالم، حيث يستوجب خلال السنوات القادمة رفع الانتاج الفلاحي عبر العالم ب 70 بالمائة، مع ادماج 5,2 مليار شخص عبر العالم يقطنون بالمناطق الريفية في ديناميكية النهوض بالقطاع الفلاحي للتصدي لظاهرة الفقر وانتشار الجوع. واحتفالا باليوم العالمي للتغذية قررت المنظمة العالمية للتغذية تسليم ميداليات استحقاق لعدد من المنتجين الجزائريين في مجال العسل وتربية الخيل بالاضافة الى عدد ممن افتقدهم القطاع وكانوا من السباقين في تقديم كل مجهوداتهم للقطاع على غرار الفقيد مراد مغني مدير مركز التلقيح الاصطناعي والصحفي المرحوم احمد عثمان المدعو أحمد وحيد، كما نظمت مختلف المديريات التابعة لكل من وزارات الفلاحة والموارد المائية والتجارة معرضا لعرض مختلف المنتوجات الفلاحية ووسائل الدعم.