ما يزال الغموض يشوب بيت الحزب العتيد خاصة بعدما تحركت عدة قيادات في الأفلان لإعلان براءتها من الحركة التصحيحية الجديدة التي بادر بها الوزير «الهادي خالدي» وعدد من النواب، فيما تحركت قيادات أخرى من ولاية سكيكدة لجمع توقيعات المناضلين المعارضين والمنددين بالتصحيحيين الجدد، وكان «بلخادم» في لقائه بالنواب عشية عرض بيان السياسة العامة حازما مع معارضيه وربط تحركهم بالحسابات السياسية لرئاسيات 2014 ودعاهم للاحتكام إلى اللجنة المركزية. الأمين العام للأفلان استغل لقاءه بنواب الحزب في البرلمان بغرفتيه عشية عرض الوزير الأول «أحمد أويحيى» لبيان السياسة العامة، لتوجيه رسائل شديدة اللهجة لمعارضيه من قيادات حزبية غاضبة والتي تحركت في الأيام القليلة الماضية عبر بعض المنابر الإعلامية فيما اصطلح على تسميته بحركة تصحيحية جديدة، واصفا ما قام به هؤلاء ب«التهريج»، وخاطبهم بالقول «ينبغي على الدكاكين السياسية داخل الأفلان أن تغلق أبوابها« ووصفهم ب«المكلفين بمهمة»، وأن عليهم إعادة التكاليف بالمهمة لأصحابها لأنهم لم يأخذوا نفقات المهمة بل أخذوا مجرد وعود، وفضّل «بلخادم» الرسائل المشفرة دون الكشف عن هوية الجهات التي تقف وراء هذه الحركة التي يفضل تسميتها بالتهريج، وفي المقابل ربط «بلخادم» في تحليله لما يجري في بيت الأفلان بين هذه التحركات والحسابات السياسية لرئاسيات 2014، مؤكدا أن العهدة الرئاسية للرئيس «بوتفليقة» لم ينقض منها إلا سنة واحدة، وحسابات الاستحقاق الرئاسي سابقة لأوانها. كما دعا «بلخادم» معارضيه إلى الاحتكام للجنة المركزية للحزب في دورتها المقبلة، بصفتها أعلى هيئة بين مؤتمرين، وقال إنه ليس له أي موقف شخصي منهم ولا خصومة، وطلب منهم التعبير عن وجهات نظرهم وآرائهم في اللجنة المركزية، مؤكدا بالقول «مستعد لأن أدفع لهم الحساب»، وذهب «بلخادم» أبعد في تحديه لمجموعة التصحيحيين الجدد عندما أبدى استعداده لتقديم استقالته من على رأس الحزب إن كان أغلبية أعضاء اللجنة المركزية إلى جانبهم. إلى ذلك بادرت قيادات حزبية بإعلان براءتها من مبادرة التصحيح الجديدة على غرار عضو المكتب السياسي سابقا «السعيد بوحجة» الذي أكد أنه كان خارج البلاد، وليست له أية علاقة بما يحضر له التصحيحيون الجدد، ودعا في المقابل الأمين العام للأفلان «عبد العزيز بلخادم» إلى فتح الحوار مع قيادات الحزب لإيجاد حلول للمشاكل التي يتخبط فيها الأفلان، ونفس الموقف أعلنه «عباس ميخاليف» رئيس الكتلة البرلمانية الأسبق والمعارض الأسبق لقيادة الأفلان، قبل عودته في المؤتمر الأخير للجنة المركزية للحزب، مؤكدا أن لا علاقة له بهذه الحركة الجديدة، كما شرعت قيادات حزبية أخرى في جمع توقيعات تأييد للأمين العام «عبد العزيز بلخادم» من ولاية سكيكدة تنديد بالحركة التصحيحية، ومعلوم أن عملية تجديد الهياكل التي شرع فيها الحزب هي التي فجرت الأزمة الأخيرة في الأفلان حيث شهدت عدة قسمات مشادات عنيفة بين المناضلين. عبد الجبار تونسي