أفادت مصادر من وزارة التجارة أن سلسلة اجتماعات عُقدت خلال الأيام القليلة الماضية مع ممثلين عن اتحاد التجار والحرفيين من أجل مُناقشة مختلف انشغالات الخبازين عبر كل ولايات الوطن، وكشفت أن العمل جار حاليا لاستصدار تعليمة تُلزم بموجبها الخبازين بتوفير مادة الخبز طيلة أيام العيد وتفادي حدوث أزمة على شاكلة العام الماضي. كشفت مصادر مسؤولة أن مديرية تنظيم الأسواق والنشاط التجاري بوزارة التجارة، وجهت تعليمات صارمة إلى مختلف المديريات الولائية، وفي مُقدّمتها العاصمة، تُبلغها في مضمونها بضرورة التنسيق مع جميع الأطراف المعنية من أجل إيجاد صيغ كفيلة بضمان الخبز أيام عيد الأضحى الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام قليلة، وبرّرت هذه الإجراءات بارتفاع سعر هذه المادة ذات الاستهلاك الواسع خلال عيد الفطر الأخير حيث وصلت 30 دينارا وذلك بسبب إغلاق جلّ المخابز، وهو الأمر الذي استغلّه البعض للربح. ومن بين الأسباب التي دفعت وزارة التجارة إلى التحرّك واستباق الأوضاع قبل فوات الأوان وحدوث الأزمة الحادة التي سجلتها أغلب ولايات الوطن العام الماضي بسبب عزوف المخابز عن العمل في أيام عيد الأضحى، إضافة إلى غياب قانون يفرض على الخبازين ويُلزمهم بالنشاط، حيث عقدت لذلك عدة اجتماعات مع الأطراف المعنية تحضيرا لإعلان إجراءات جديدة من أجل الاستماع لاقتراحات كل طرف قبل التوصل في الأيام القليلة المقبلة إلى صيغة يتم اعتمادها نهاية منتصف الشهر المقبل ومن خلالها كل الأعياد المقبلة. وكانت اتحادية الخبازين وجّهت خلال عيد الفطر الماضي نداء إلى جميع التُجار، بما فيهم الخبازين، حثّتهم فيه على ضرورة ضمان المُداومة خلال أيام العيد، لكن النداء لم يجد الاستجابة المرجوة، بحيث تجاوزت نسبة الخبازين الذين أغلقوا محلاتهم، على سبيل المثال، نسبة 70 بالمائة من أصل أكثر من 17 ألف خباز على المستوى الوطني منهم 1500 بالعاصمة لوحدها. وحسب مصادرنا فإن الحديث يجري عن إمكانية اللجوء إلى اختيار بعض المخابز واعتمادها ضمان المداومة في الأيام الثلاثة الأولى لعيد الأضحى المبارك، على أن يتم التداول بينها وبين مخابز أخرى خلال العيد المقبل، مع منح كامل الأهمية للمنطقة المعنية والكثافة السكانية، والأخذ بعين الاعتبار في الوقت نفسه المخابز التي تُشغل عمالا يقطنون بعيدا عن العاصمة، باعتبار أن نسبة مُعتبرة من عمال المخابز يقطنون في ولايات أخرى، وهو ما يجعلهم يُفضلون قضاء العيد مع عائلاتهم. وتأتي هذه الخطوة موازاة مع اللقاء المرتقب أن تعقده وزارة التجارة مع ممثلي الاتحادية الوطنية للخبازين التي يرأسها «يوسف قلفاط»، وذلك استكمالا لمسار المفاوضات بين الطرفين التي انطلقت عشية شهر رمضان المعظم الأخير، والتي تمحورت حول المشاكل التي يُعاني منها الخبازون، ومن بين أهم الملفات المطروحة، ملف مراجعة سعر الخبز سواء عبر رفع نسبة الدعم الذي تُقدمه الدولة أو عبر الزيادة في سعر الخبز، إضافة إلى ملف الضريبة على البيئة وملف انقطاع الكهرباء وكذا ملف الضرائب العالقة لدى عدد من الخبازين.