توقفت عشرات المخابز، أمس، عن العمل، بسبب ندرة مادة الفرينة. وارتفع سعر الخبز في السوق الموازية إلى 20 دينارا، في الوقت الذي تتوقع فيه اتحادية الخبازين تأزم الوضع خلال الأيام القليلة القادمة. حرمت المطاحن الخاصة أصحاب المخابز من مادة الفرينة المدعمة، منذ ثلاثة أيام، وهو ما دفع بهم إلى الغلق والتوقف عن العمل. وسمحت الجولة التي قامت بها ''الخبر'' في العاصمة، بالوقوف على بداية الأزمة، التي تجسدت في غلق عدة مخابز في شارع محمد بلوزداد وبلدية الجزائر الوسطى وزرالدة. وبلغ سعر الخبزة الواحدة في السوق الموازية حدود 20 دينارا، كما حدث في البليدة، بسبب غلق 20 بالمائة من المخابز في هذه الولاية، حسب ما أكده رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين يوسف قلفاط. وأشار المتحدث إلى أن ''أزمة 13500 مخبزة عبر الوطن ستتضاعف خلال الأيام القادمة، إذا لم تتدخل وزارة التجارة والديوان الجزائري المهني للحبوب والبقول الجافة''. ويرى يوسف قلفاط بأن ''نفاد مخزون الفرينة لدى غالبية الخبازين، بدا جليا خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث لم يتمكن هؤلاء من اقتناء الفرينة بسعرها المدعم والمقدر ب2000 دينار للقنطار الواحد''. وأوضح أصحاب المطاحن الخاصة للخبازين، بأنهم ''لا يتوفرون على المادة الأولية المتمثلة في القمح اللين، وهو ما يجعلهم غير قادرين على تلبية طلباتهم''. ويتم إعادة شاحنات الخبازين فارغة في كل مرة يتقدمون فيها إلى المصالح التجارية للمطاحن الخاصة في البليدة وعنابة ووهران. في مقابل ذلك، يتم بيع الفرينة لتجار الجملة، الذين يوفرونها بأسعار خيالية تتراوح ما بين 2400 و2600 دينار للقنطار الواحد، وهو ما لا يسمح للخبازين بتكبد الخسائر وتحمّل فارق السعر بالنسبة للسعر المدعم من طرف الدولة. وتوفر المطاحن الفرينة في الأكياس ذات سعة 10 و25 كلغ، وهي التي لا تناسب الخبازين الذين يطالبون بتوفير الأكياس ذات سعة 50 كلغ والمدعم سعرها. ولم تحدث مثل هذه الأزمة من قبل، حيث يقول رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين إن التقارير التي وصلته مثلا من بلدية مفتاح في البليدة تشير إلى أنه من مجموع 18 مخبزة، لم يعمل سوى أصحاب 4 مخابز. وأوضحت مصادر مسؤولة من وزارة التجارة بأن ''إجراءات مستعجلة سيتم اتخاذها في اليومين القادمين من أجل توفير المادة الأولية لأصحاب المطاحن''، واحتواء أزمة الخبز، التي قد تكون مفتعلة من طرف بعض الجهات، التي ترغب في تحقيق الربح السريع.