معاناة كبيرة يعيش على وقعها سكان قرية «الشرف» التابعة إداريا لبلدية «الهاشمية» المتواجدة على بعد 10كيلومترات جنوب عاصمة ولاية البويرة، فحسب هؤلاء الذين يشكلون أزيد من 300 عائلة فإن غياب ضروريات العيش الكريم حرمتهم أن يعرفوا السلام في حياتهم منذ سنوات الاستقلال. صعوبة في العيش زدها اعتماد طرق بدائية لتوفير الضروريات غير أن قساوة العيش تزداد على حد قولهم صعوبة مع حلول كل موسم شتوي، لاسيما في ظل تسجيل غياب كلي لأدنى المرافق العمومية، ولعل من بين المطالب الأساسية التي يلحون عليها وبشدة حسب تصريحات ممثلي القرية هو توفير الغاز الطبيعي بالمنطقة، والأمر بتصورهم ليس صعبا أو مستحيلا ما دام الأنبوب الرئيسي المتجه نحو البلدية لا يبعد عنهم إلا ببعض الكيلومترات، ومن شأن هذه الطاقة الحيوية أن تقضي لا محالة على معاناتهم في البحث عن قارورات غاز البوتان وما يتبعها من تكاليف إضافية أرهقت ميزانية أصحاب الدخل المحدود، هذا كما يعاني سكان القرية المذكورة من العطش بفعل غياب الماء الصالح للشرب، وهو المشكل الذي جعلهم يلجؤون إلى استعمال الحمير في التنقل لجلب الماء من المنابع الباطنية، متحملين بذلك مشاق السفر. خدمات صحية غائبة والمرضى يقطعون أزيد من 4 كلم للعلاج هذا كما يشتكي هؤلاء من التلوث البيئي والروائح الكريهة نتيجة الرمي العشوائي للقمامات والنفايات في مختلف الأماكن، وقد أرجعوا ذلك إلى غياب قنوات الصرف الصحي، والتي تنذر بظهور كارثة بيئية في المستقبل القريب، وقد تسير الأمور نحو الأسوأ مادام المركز الصحي الوحيد بالمنطقة مغلق منذ أزيد من 4سنوات كاملة، وهو ما يضطر شريحة المرضى يتنقلون مسافة تزيد عن ال4 كيلومترات لأجل العلاج على مستوى مركز البلدية معتمدين في ذلك على وسائل نقل تقليدية بالنظر إلى غياب النقل على مستواها، وتبعا لذلك يطالب هؤلاء السلطات الولائية والمحلية التفاتة جدية والتي لا تتأتى إلا من خلال أخذها في البرامج التنموية عساها تنتشلهم من واقعهم المرّ. المصالح البلدية تعد بالتكفل بانشغالاتهم من جهتها المصالح البلدية وعلى لسان مسؤولها الأول عقب نقلنا لانشغالات سكان قرية «الشرف» أكد في تصريحه ل"الأيام" حجم المعاناة التي يكابدها هؤلاء في الحصول على شربة ماء، مضيفا أن البلدية تقوم بتزويد مواطنيها والبالغ تعدادهم حوالي 50 عائلة بصهاريج الماء بشكل منتظم مرة واحدة كل أسبوع، وذلك في انتظار تجسيد مشروع إعادة تهيئة الخزان المائي عن قريب والذي سيضمن تغطية حاجيات القرية المذكورة وقرية «أولاد السعدي» المجاورة لها والتي يفوق حجم الكثافة السكانية بها ال1000 نسمة، أما عن مشكل غياب قنوات الصرف فقد أفاد ذات المتحدث أن المشكل قيد الحل في غضون هذا الأسبوع، أما مشكل قاعة العلاج المغلقة منذ عدة سنوات فقد قال أنه سيعرف الحل مع تعيين ممرض من طرف مديرية الصحة والسكن للولاية في المستقبل.