لا يزال النقل المدرسي غائبا على مستوى العديد من بلديات وقرى الولاية بالشلف، رغم تخصيص السلطات المحلية لأظرفه مالية من أجل تغطية النقل المدرسي ومساعدة أبناء المناطق النائية على الدراسة في ظروف مواتية. غير أن عدم كفاية توزيع حافلات النقل المدرسي جعل الكثير من أبناء القرى والمداشر النائية يعانون الأمرين حيث أضحى هذا المشكل هاجس السلطات المحلية، رغم أنها عملت على توفير 32 حافلة جديدة لبلديات الولاية والتي من المنتظر أن تسلم قريبا وذلك من أجل أن تعمل على تخفيف المعاناة على تلاميذ المناطق النائية، وفي ذات السياق طالب أولياء تلاميذ قرية «بني قريبة» التابعة لبلدية الشلف بتوفير النقل المدرسي لضمان نقل أبنائهم للمؤسسات التربوية التي تتواجد على مستوى حي «الحرية» الذي يبعد عن مقر إقامتهم ب5 كيلومتر يقطعونها ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام، وذلك في ظل تسجيل غياب وسائل النقل الخاصة بالنقل المدرسي أو تلك المتعلقة بالنقل العمومي. هذا كما يتخوف أولياء التلاميذ من مخاطر الطريق الوطني «رقم 19» على أبنائهم المتمدرسين الذين لا تتجاوز أعمارهم ال10 سنوات، لاسيما أنه يعرف حركة مرور مكثفة، وتبعا لذلك يناشد هؤلاء من مديرية النقل بضرورة إجبار الناقلين الخواص على التوقف بقريتهم لنقل أبنائهم إلى مدارسهم أو السعي إلى توفير حافلات للنقل المدرسي، في الوقت الذي يعاني فيه أبناء المناطق النائية من صعوبة التمدرس بفعل بعد المؤسسات التربوية عن مقر إقامة التلاميذ وكذا لغياب وسائل النقل المناسبة سواء لغياب المردودية أو لاهتراء الطرقات بهذه المناطق. كما يشتكي هؤلاء السكان من الناقلين الخواص الذي يرفضون التوقف بقريتهم بحجة عدم وجود نقطة توقف، أو بسبب غياب الزبائن، حيث أنهم كثيرا ما يقومون بإنزال الزبائن بمسافات بعيدة عن قريتهم، وهو ما يتسبب في حدوث مناوشات فيما بينهم، وكثيرا ما يضطر هؤلاء الزبائن إلى قطع المسافة المتبقية مشيا وسط حقول البرتقال القريبة. وكانت مؤخرا مديرية الإدارة المحلية لولاية الشلف قد خصصت اعتمادا ماليا يقدر ب250 مليون سنتيم موزعة على22 بلدية من ضمن35 بلدية تضمها الولاية، لتدعيم البلديات الفقيرة والنائية على تغطية العجز المسجل في النقل المدرسي بالنسبة للمداشر والقرى النائية، وذلك لأجل تخفيف المعاناة على أبناء هذه المناطق المحرومة والتي يضطر غالبية تلاميذها إلى الالتحاق بمقاعد الدراسة في وضعيات جد مزرية، ما دامت نسبة العجز ما تزال مرتفعة، رغم أن الولاية تحصي 160حافلة موجهة لخدمة أزيد من27 ألف تلميذ في مرحلتي الابتدائي والمتوسط، في الوقت الذي تحصي فيه مديرية التربية بحظيرتها 63 حافلة فقط ممنوحة للولاية في إطار التضامن الوطني .