تجد معظم البلديات النائية والريفية بولاية الشلف صعوبات بالغة في توفير النقل المدرسي لأبناء التجمعات السكانية البعيدة والمبعثرة عبر المداشر، لعدم استفادتها من برنامج دعم النقل المدرسي رغم دخول العام الدراسي وانطلاق الدروس النظامية في كامل المؤسسات التربوية، الأمر الذي سيؤثر كثيرا على مردود أغلبية أبناء المناطق الريفية والنائية، حيث لا يزال هاجس النقل المدرسي يطاردهم، فضلا عن النقل العمومي الذي يغيب عن معظم هذه المناطق حسب مصدر من مديرية الإدارة المحلية لولاية الشلف، فإن الولاية استفادت من 32 حافلة للنقل المدرسي موجهة لتدعيم النقل المدرسي عبر 25 بلدية تصنف أغلبها ضمن البلديات الفقيرة التي لا تقوى ميزانيتها على توفير النقل المدرسي بمناطقها النائية كبلديات سنجاس، الصبحة، أولاد بن عبد القادر، الحجاج، الكريمية، بني رشاد، مصدق، تلعصة، وسيدي عبد الرحمن. وأضاف ذات المصدر أنه تم، مؤخرا، استلام حافلتين موجهة لبلدية الظهرة لتدعيم النقل المدرسي بها، في انتظار استلام بقية الحافلات المقررة ضمن البرنامج الذي خصص له مبلغ 14 مليار سنتيم من حصة 88 مليار الموجهة لتدعيم حظيرة البلديات بمركبات رفع القمامات المنزلية وكذا صهاريج المياه المتنقلة. كما تقدمت مصالح الولاية بطلبات أخرى لدى وزارة التضامن الوطني لتدعيم البلديات بحافلات النقل المدرسي لفائدة البلديات النائية والريفية التي لا تقوى ميزانيتها على التكفل بهذا الجانب. وكان كثير من سكان قرى ومدا شر البلديات النائية بالناحية الشمالية الغربية للولاية، قد طالبوا المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية بتوفير النقل المدرسي لأبنائهم لغياب النقل وعدم كفاية وسائل النقل العمومي بهذه الجهة، حيث يعاني أبناؤهم الأمرّين في الالتحاق بمدارسهم، خاصة أيام تردي الأحوال الجوية، إذا يضطر تلاميذ هذه المناطق للالتحاق بمقاعد الدراسة مشيا على الأقدام لعدة كيلومترات. جدير بالذكر أن والي ولاية الشلف سبق أن دعا رؤساء البلديات إلى السعي للبحث عن طرق لضمان توفير النقل المدرسي لتلاميذ المناطق الريفية والنائية، سواء عن طريق إبرام اتفاقيات مع المتعاملين الخواص في مجال النقل العمومي لضمان نقل التلاميذ، على أن تكون مساهمة البلدية متوازنة مع مساهمة أولياء التلاميذ بالنظر إلى قلة حصة الولاية في هذا المجال، والتي لا تتعدى ال 22 حافلة. للإشارة تقدر مصادر مقربة من مديرية التربية حجم العجز ب 160حافلة لما يصل إلى أكثر من27 ألف تلميذ في مرحلتي الابتدائي والمتوسط من أصل 256 ألف و404 تلميذ بالقطاع، حيث تحصي مديرية التربية اليوم بحظيرتها المخصصة للنقل المدرسي، 63 حافلة منحت للولاية في إطار التضامن الوطني لتوزيعها على البلديات النائية والفقيرة من أجل تغطية العجز المسجل في نقل التلاميذ إلى مدارسهم، إلا أن نسبة العجز لا تزال كبيرة.