لم يتوان منظمو المهرجان المحلي للأغنية الشاوية في طبعته الثالثة بولاية خنشلة في إمتاع الجمهور الخنشلي بكل طبقاته ، كما لم يتردد أيضا في مخاطبة مشاعره الكامنة التي ترقص مع أنغام تراثه وتراث أجداده ، من خلال رسم خريطة عادات المجتمع الخنشلي وتقاليده على خشبة المسرح التي أطربت وأرقصت وفتحت منبر رصد التعاليق و الآراء النابعة من قلب كله رضا و إعجابا بما تيسر لهم حضوره أو حتى مشاركته. فبعد ستة أيام متتالية من السّهرات الفنية التي كانت ساحة البلدية مسرحا لها، جذبت فيها ثقة الجمهور الخنشلي من خلال هذه التظاهرة الثقافية التي كانت تحت الرعاية السامية لمعالي وزيرة الثقافة و إشراف والي ولاية خنشلة، وما زاد من ولع الشباب الخنشلي تلك الأصوات المتعاقبة النابعة من أصالة الفنان الذي أبدع طيلة أسبوع كامل رغم تهاطل الأمطار والأجواء الباردة إلا أنه صمم على مواصلة مشوار المهرجان و إمتاع الجمهور، الذي كان هو الآخر حاضرا بقوة موقعا بصمته بأهازيج وصراخات تعبر التبادل الوجداني.استهل المهرجان بعميد الأغنية الشاوية، غني عن التعبير هو عبد الحميد بوزاهر الذي دفن عادات وتقاليد أجداده بقلبه الذي يدق أصالة الأغنية الشاوية، ويحييها بحباله الصوتية التي تعرفه جيدا قبل أن يعرفها، تفنن في وضع الأغنية الشاوية على مسارها الحقيقي واستطاع أن يحيها من جديد بعدما كانت في طريقها للاندثار، كيف لا و هو الذي ذاع سيطه على المستوى الوطني.الشابة يمينة صوت جوهري أذاب ثلوج شلية بحنين مصحوب بدفء العائلات الخنشلية التي حضرت بقوة وأبدت إعجابها بالفنانة التي أطربتهم بأصالة التراث البادية على مظهرها الخارجي ولباسها المعهود الفاتن ، تلك هي الشابة يمينة التي غنت مطولا و أطلقت العنان لحنجرتها مطوقة ميكروفونها الذي تعودت عليه منذ شبابها .من جهة أخرى لم يتررد الجمهور الخنشلي من الحضور إلى قاعة السينيماتيك الجديدة التي تعتبر صرحا ثقافيا آخر للمجتمع الخنشلي ، ومشاركة الفنانين إبداعاتهم اللامتناهية طيلة مشوار المهرجان وبعث التراث الشاوي من جديد ، وما هذه الصورة إلا تعبير عن مكانة الأغنية الشاوية لدى جمهورها الخاص الذي مازال يعشق هذا الفن حتى النخاع ، وما زاد من نكهة هذه التظاهرة هو التنظيم المحكم من قبل إطارات مديرية الثقافة الذين دأبوا على تنظيم مثل هذه التظاهرات التي لقيت استقطابا واسعا .ولم يفوت مدير الثقافة السيد ريغي خلاف الذي أكد عبر للايام الجزائرية أن هناك مفاجآت في المستقبل القريب تسر المجتمع الخنشلي من خلال تظاهرات ثقافية وفنية ، سوف تحييها عدة فرق من كل أقطار البلاد الجزائرية الشاسعة.