أدت الأمطار الغزيرة التي تساقطت مع نهاية الأسبوع الماضي على إقليم ولاية قالمة، إلى كشف عيوب أشغال التهيئة المنجزة منذ فترة قليلة جدا خاصة بمدينة قالمة، أين اقتلعت السيول الجارفة طبقات إسفلت الطرقات عبر شوارع أحياء ولاية قالمة. على غرار حي "عين الدفلة" و"وادي المعيز" الذي قضى بعض سكانه ليلتهم في العراء بعد أن غمرت مياه الأمطار والأوحال المتدفقة من أعلى المدينة إلى داخل مساكنهم، المواطنون الذين تضررت سكناتهم أكدوا ل"الأيام" أنه سبق لهم وأن رفعوا عدة شكاوى وتظلمات للتدخل أثناء عملية تعبيد الطريق ورفع انشغالهم حول إقدام المقاولة التي أسندت لها صفقة تعبيد الطرقات على إزالة بالوعات المياه التي كانت متواجدة قبالة مساكنهم وكذا عدم اعتمادها على تقنية صرف المياه المتدفقة من أعالي المدينة لتغمر الحي وسكناته، مما تسبب في تضرر الطبقة الإسفلتية التي تم إنجازها منذ نحو سنة فقط، لتتحول بذلك طرقات الشوارع إلى حفر عميقة. في سياق موازي لم تسلم هذه الأحياء من الأضرار الناتجة عن تدفق سيول مياه الأمطار الجارفة، على شبكة الطرقات الداخلية عبر العديد من الأحياء والتجمعات السكانية بمدينة قالمة وبعض بلدياتها، بسبب انسداد أغلب بالوعات المياه من جهة، وكذا عدم احترام مقاييس تعبيد الطرقات من جهة أخرى والتي صرفت مصالح مديرية البناء والتعمير بالولاية مبالغ مالية باهظة من أجلها، كما تسبب مقاولون ببلدية "حمام دباغ" بإهمالهم ورميهم لبقايا البناء في الوادي إلى انسداد جسري "الشلال" الأمر الذي أحدث فيضانات أدت إلى حدوث تسربات داخل المنازل. هذا وفي انتظار الحصيلة النهائية للأضرار حول تدخلات مصالح الحماية المدنية خلال فترة تساقط الأمطار يبقى المواطنون خاصة منهم سكان الأحياء المتواجدة في المنحدرات في حالة من التأهب والترقب المستمر علما أن والي ولاية قالمة الجديد خلال زيارته الميدانية إلى مختلف بلديات الولاية، كان قد أبدى العديد من الملاحظات والتحفظات التقنية بخصوص الأشغال المنجزة، وأمر بضرورة تنظيف بالوعات المياه من الرواسب والأتربة التي تملأها قبل سقوط الأمطار. قالمة: نادية طلحي