الثلوج تعزل العديد من القرى و المشاتي بشرق البلاد أدت موجة الاضطرابات الجوية التي ضربت مؤخرا جل الولاياتالشرقية للبلاد والولايات الوسطى بدرجة أقل،إلى تسجيل عدة حوادث خلفت ضحايا، كما تسببت في عزل عدة مناطق بسبب كثافة الثلوج التي تساقطت خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وعرفت الكثير من الطرق الوطنية على غرار الطريق الوطني رقم 5 الذي يربط شرق البلاد بالعاصمة والطريق السيار شرق-غرب في العديد من مقاطعه الانقطاع لمدة طويلة، ولم يتمكن المسافرون من التنقل إلا بعد تدخل مديريات الأشغال العمومية التي سخرت آلياتها الضخمة لفتح حركة المرور من جديد، وتسبب انقطاع العديد من الطرقات الوطنية والولائية في ندرة المواد الغذائية الضرورية مثل الحليب، ونقص كبير في التزود بقارورات غاز البوتان التي وصل سعرها في بعض المناطق إلى 600 دينار للقارورة الواحدة . عشرات العائلات حاصرتها الثلوج بمرتفعات قالمة ففي ولاية قالمة تسببت الكميات الكبيرة من الثلوج المتساقطة يومي الأربعاء والخميس في عزل عشرات العائلات بالمرتفعات الجبلية الغربية للولاية، حيث انقطعت بها حركة المواصلات خاصة في مشاتي عين براهم والنشم والملعب وعين الحمراء الواقعة على الحدود مع ولاية سكيكدة، بالنظر لارتفاعها ولسمك طبقة الثلوج المتراكمة ما أدى إلى انقطاع المسالك الجبلية المؤدية لهذه المناطق المعروفة بارتفاعها الكبير عن سطح البحر وبرودتها الشديدة، وحسب معلومات "النصر" فإن السكان ما زالوا محاصرين لليوم الثالث على التوالي وسط هذه الظروف المناخية القاسية ومخاوف السكان هناك من استمرار تساقط الثلوج ونفادالمؤونة لهم ولمواشيهم المهددة بالنفوق في ظل هذه الظروف، حيث أكد بعضهم أنه من المستحيل وصول الإمدادات في الوقت الحالي بسبب انقطاع الطرقات وتوقف حركة المرور على مسافات بعيدة جدا من المشاتي المعزولة.وقد استعان بعض المواطنين بالجرارات الفلاحية لمحاولة فك الحصار عن ذويهم المعزولين غير أنهم فشلوا في ذلك بسبب كثافة الثلوج التي تسببت من جهة أخرى في تخريب الطريق البلدي عين تويفزة دحمون الذي يعد المسلك الوحيد المؤدي إلى مشاتي الإقليم الغربي للولاية حيث من المستحيل عبوره خاصة عند مرتفع الدراوش قرب جبل مرمورة. سمك الثلوج بلغ مترا ببعض المناطق في ميلة أما ولاية ميلة فلم يكن حالها أفضل، حيث قطعت الثلوج طرقها مرارا رغم محاولات فتحها المتواصلة، حيث عاودت الثلوج قطع الطرقات على مستوى الجزء الشمالي والجنوبي للولاية وذلك منذ ليلة الخميس إلى الجمعة بعدما تم فتحها للمرة الأولى يوم الخميس، وهو ما جعل البلديات تجند كل إمكانياتها رغم ضآلتها من أجل فتح الطرقات المغلوقة وفك الحصار عن المواطنين المعزولين وذلك باستغلال ما توفره الحظائر البلدية وكذا مديرية الأشغال العمومية التي جندت آلياتها لفتح المحاور الكبرى، وحسب مصادر "النصر" فقد بلغ سمك الثلوج في بعض المناطق مترا كاملا مثلما هو الحال في المنطقة الممتدة بين عين الحمراء وبوحاتم، وحسب ذات المصادر فإن عملية فتح المسالك مازالت متواصلة إلى غاية الساعة بالنظر إلى صعوبة المهمة وانسداد كل المسالك والمحاور الكبرى والصغرى، كما انقطعت الكهرباء بسبب الثلوج عن سكان بلدية دراحي بوصلاح قبل أن تتدخل مصالح مؤسسة سونالغاز لإعادتها وهو العمل الذي لا زال جاريا إلى حد الساعة، وفي بلدية تسدان حدادة أعادت الثلوج يوم أمس الجمعة غلق كل المسالك التي تم فتحها يوم الخميس وذلك سواء داخل البلدية أو تلك التي تربطها بولاية سطيف المجاورة حيث بلغ سمك الثلوج هناك حوالي 40 سنتيمتر، وإلى غاية منتصف نهار أمس مازال تجمع سمطة معزولا رغم تجنيد آليات بلدية ترعي باينان، في حين تم فتح كل المسالك على مستوى الطريق الوطني رقم 4 الرابط بين بلدية الشيقارة والطريق الولائي رقم 135 الذي يربط باينان بحدود ولاية جيجل.كما سجّلت ميلة من جهة أخرى نقصا في مادة غاز البوتان في بعض المناطق البعيدة بسبب كثرة الطلب عليها للتدفئة في هذه الحرارة المنخفضة، وفي جنوب الولاية تسبب تساقط الثلوج في بكميات كبيرة في غلق الطريق الوطني رقم 5 ليلة الأربعاء إلى الخميس حيث أجبر مستعملوه إلى قضاء ليلتهم في بلدية شلغوم العيد إلى غاية الصباح، حيث تمكنت مديرية الأشغال العمومية من فتحه مع تركيز جهودها على الطريق السيار شرق-غرب والمحاور الكبرى الأخرى . وفاة شاب و50 حالة كسر في سطيف تسببت العاصفة الثلجية في ولاية سطيف خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين في عزل العديد من القرى والمداشر الواقعة شمالا، بسبب الثلوج التي تراوح سمكها بين 10 و 50 سنتيمتر،خاصة في جبال مقرس وطاكوكة و بني ورتيلان، كما صاحب ذلك انخفاض محسوس في درجة الحرارة وصل إلى 5 درجات تحت الصفر، وحسب حصيلة قدمتها مصالح الدرك الوطني للولاية فإن حركة المرور توفقت بسبب الثلوج في كل من الطريق البلدي الرابط بين آيت نوال مزادة والطريق الوطني رقم 75 من جهة و بوعنداس من جهة أخرى، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 76 الربط بين سطيف وبرج بوعريريج والطريق الوطني رقم 9 ب في شطره الرابط بين أوريسيا وعين الكبيرة، كما تسببت الثلوج أيضا في قطع العديد من الطرق الولائية منها الطرق 119 و 169 و118 و06 و09 ، وتسببت بذلك في عزل مناطق بني فودة والبلاعة وتاشودة وآيت تيزي إلخ، بالإضافة إلى قطع العديد من الطرق البلدية منها 09 ، 45 ، 04 ، 100، 110 وعزل بلديات بني موحلي وبابور وعين الكبيرة وذراع قبيلة وتالة ايفاسن، وهو ما تسبب في صعوبة حصول سكان هذه المناطق على المؤونة اللازمة من المواد الغذائية الضرورية بسبب استحالة التنقل، بالإضافة إلى انقطاع في التزود بالمياه الشروب والكهرباء والغاز في العديد من هذه المناطق . مصالح الحماية المدنية من جهتها سجلت حالة وفاة واحدة بسبب سوء الأحوال الجوية والتي تسبب فيها حادث مرور على مستوى الطريق السيار بين بلديتي سطيف والعلمة حيث اصطدمت سيارة سياحية مع شاحنة نصف مقطورة ما أدى إلى وفاة شاب في 32 من العمر وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، كما تدخلت ذات المصالح في العديد من الحالات عبر النقاط السوداء لإنقاذ أصحاب السيارات الذين حوصروا بالثلوج كما تدخلت أيضا لتسهيل نقل العديد من المرضى عبر مختلف أحياء المدينة، كما تسبب الجليد في تسجيل المصالح الطبية للعديد من حالات الكسور التي وصل عددها إلى 50 حالة. هلاك 30 رأسا من الأغنام في خنشلة بعدة مناطق شهدت ولاية خنشلة انقطاع العديد من الطرقات الوطنية نهاية الأسبوع بسبب تساقط الثلوج ما أدى إلى شل الحركة في معظم المسالك الريفية خصوصا بالمناطق الجبلية الغربية والشمالية مما صعب من تنقل المواطنين فضلا عن تسجيل العشرات من حوادث المرور مما في تسبب في أضرار بليغة بالعديد من السيارات خصوصا على مستوى الطريق الوطني الرابط بين خنشلة وتبسة، وتحديدا عند منحدرات بلقيطان وعين الطويلة، إلى جانب تسجيل حادث انقلاب شاحنة من نوع "سافيام" بعد انحرافها بطريق بسكرة أولاد جلال وكانت تقل المواشي ما تسبّب في هلاك 30 رأسا من الأغنام وأضرار بليغة بالشاحنة وإصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة، كما خلفت الزوبعة الثلجية التي شملت كل مناطق الولاية نقصا كبيرا في مادة غاز البوتان بالمناطق النائية والأرياف التي اضطر سكانها إلى الاحتطاب من الغابات المجاورة للتدفئة، فيما استبشر الفلاحون بتساقط هذه الكميات من الثلوج التي اعتبروها خيرا على الفلاحة كونها تغذي المنابع المائية والآبار الارتوازية. انقلاب حافلة ببرج بوعريريج تسببت الطبقة الجليدية السميكة وصعوبة الرؤية وحركة المرور في ولاية برج بوعريريج بسبب سوء الأحوال الجوية في اليومين الماضيين في العديد من حوادث المرور، كان أخطرها انقلاب حافلة تقل 26 مسافرا في حدود الساعة الثالثة صباحا على مستوى الطريق السيار في منطقة سيدي أمبارك، والتي كانت متوجهة من الجزائر العاصمة إلى عين البيضاء ما تسبب في إصابة ركابها بجروح متفاوتة نقلت أخطرها إلى مستشفى بوزيدي، فيما تم نقل بقية المسافرين إلى ثانوية السعيد زروقي أين أحيطوا بعناية خاصة من قبل لجنة المتابعة .كما نقل أفراد عائلة كانوا على متن سيارة تعرضت لحادث مرور على الطريق الوطني رقم 05 بعين تاغروت إلى مركز الإيواء من قبل مصالح الحماية المدنية، التي سجلت تدخلات أخرى على الطريق السيار بسبب اصطدام بين شاحنة وسيارة خلف إصابة سائق السيارة بجروح، كما تدخلت لفتح الطريق السيار بين ولايتي سطيف والبرج بعد انزلاق شاحنتين، ما أدى إلى عرقلة حركة المرور . ومن جهة أخرى تسبب تساقط الثلوج في عزل عديد القرى الواقعة في المرتفعات الشمالية والغربية للولاية، قبل أن تتدخل المصالح المعنية لفتحها، وتعلق الأمر بالطريق الرابط بين بلدية برج زمورة وقنزات بسطيف، فضلا عن تسجيل صعوبة في حركة السير طيلة الفترة الصباحية ليوم أمس على الطريق السيار بسبب تساقط الجليد، وقد تم تشكيل لجنة خاصة للمتابعة مكونة من مديرية الحماية المدنية النقل الري والأشغال العمومية بتسخير جميع إمكانياتها ، مع تشكيل فرق متابعة على جميع الطرق العابرة لإقليم الولاية ، والتي تكفلت بمهمة فتح الطرق بشكل دوري وإسعاف ضحايا حوادث المرور مع فتح مركز لإيوائهم بثانوية السعيد زروقي. قارورة الغاز ب600 دينار، وندرة في الحليب والغاز بسوق أهراس كما عاشت العديد من المناطق بولاية سوق أهراس نهاية الأسبوع عزلة تامة جراء التساقط الكبير للثلوج ما انجر عنه غلق كل من الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين سوق أهراس والمشروحة في اتجاه ولايتي عنابةوقالمة وكذا الطريق الوطني رقم 82 الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية عين الزانة الحدودية مرورا ببلدية أولاد إدريس والطريق الوطني رقم 81 بين سوق أهراس والحدود التونسية مرورا ببلديتي ويلان والمراهنة .من جهة أخرى عرفت أغلب المشاتي عزلة تامة بعد غلق المسالك المؤدية لها بسبب تراكم الثلوج ونشير هنا إلى كل من المزرعة ورمل الحصان ببلدية المشروحة مقراص والهميسي ببلدية الخضارة الحدودية وذراع لفريكي ببلدية خميسة والجحيفة ببلدية الزعرورية والحدب والموالكية ببلدية أولاد ادريس سكان هذه المناطق عاشوا عزلة تامة دامت يومين وجدوا صعوبة في الحصول على المؤونة وقارورات الغاز التي تحولت إلى السوق السوداء في هذه المدة بسعر وصل إلى 600 دينار للقارورة الواحدة، وفي ظل الندرة التي عاشتها هذه المناطق اعتمدت العائلات على الاحتطاب لتجاوز الأزمة، من جهة أخرى عرفت محطات الوقود تذبذبا في التزود بالبنزين والمازوت خاصة في البلديات الصغيرة نظرا لانقطاع السير في الطرق الوطنية والبلدية على حد سواء، كما أن التجمعات السكانية الكبرى عاشت أزمة حادة في حليب الأكياس، لأن الشاحنات القادمة من الايدوغ بعنابة لم تتمكن من الوصول جراء انقطاع الطرقات خاصة الطريق الوطني رقم 16 .وعرفت باقي الولاياتالشرقية أجواء مشابهة بسبب موجة البرد والثلوج حيث عرفت كل من ولايتي جيجلوسكيكدة وباتنة عزل بعض البلديات النائية والمشاتي الواقعة في المناطق الجبلية كما عرفت نقصا كبيرا في التزود بالمؤونة وخاصة قارورات غاز البوتان، كما أدى سقوط شجرة كبيرة إلى غلق الطريق على مستوى حي الأمير عبد القادر بقسنطينة صبيحة أول أمس الخميس، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور إلى غاية تدخل المصالح المختصة التي تمكنت من فتحه بعد رفع الشجرة التي تسببت في إغلاقه.كما تبقى العديد من الطرقات الولائية بوسط البلاد مقطوعة، ففي ولاية تيزي وزو قطع الطريقان الوطنيان رقم 30 و رقم 15 الرابط بين تيزي وزو و البويرة و كذا الطريق الولائي رقم 12 الرابط بين مدينة تيزي وزو و بجاية على مستوى أعالي قرية تاقمة ببلدية زكري التي بقيت مقطوعة بسبب تساقط الثلوج، والطرق الولائية 253 ، 8 ، 12 و 9 ، كما عرفت ولاية البليدة إغلاق الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين بلديتي البليدة و الشريعة، و في ولاية البويرة قطع الطريق الوطني رقم 62 الرابط مدينة و الطريق الوطني رقم 33 الرابط مدينة البويرة بتيزي وزو في المكان المسمى تيكجدة ببلدية الأصنام بسبب تراكم الثلوج، وكذا الطرق الولائية رقم 12، 63 ، 1 و17 ، وبالمدية أدى تراكم الثلوج إلى قطع الطريق الولائي 28 ، و يبقى الطريق الوطني 76 الرابط بين مدينتي برج بوعريريج و برج زمورة بالمكان المسمى مدافع ببلدية برج زمورة و الطريق الولائي 43 الرابط بين مدينتي ثنية النصر وجعافرة بالمكان المسمى طرقية ببلدية جعافرة مقطوعين أمام حركة المرور بسبب تراكم الثلوج، و بمدينة بجاية أدى تراكم الثلوج إلى قطع الطريق الوطني 26أ الرابط بين مدينة بجاية و مدينة تيزي وزو.