تعيش مئات العائلات بمشاتي وقرى ولاية باتنة خاصة تلك التي أجبرتها ظروف الحياة على العيش في هذه المناطق النائية على فوهة بركان، وعلى حافة كارثة يرتقب حصولها في أية لحظة، حيث أن هؤلاء السكان يعتمدون على قارورات غاز البوتان في تغطية احتياجاتهم اليومية من الطهي والتدفئة، وللأسف فإن المشكل الذي يصطدم به غالبية هؤلاء هو طبيعة ونوعية القارورات المستعملة في تعبئة الغاز التي تكون في الكثير من الأحيان غير صالحة. بل إنها حسبهم تمثل في الأساس تهديدا حقيقيا على حياتهم والتي يمكن لها أن تنفجر في أية لحظة وهو ما تسجيله فعليا بانفجار عدد منها مخلفة وراءها قتلى فيما لحق آخرون ولحسن حظهم تشوهات ، ما يعني أن عواقب معاناة البحث لدى هؤلاء المواطنين كلفتهم خسائر في الأرواح، علما أنه كان من الممكن تجنب حصول ذلك بتحسين نوعيتها حماية وضمانة لحماية المواطنين. مثل هذه الأضرار التي تلحق بهؤلاء جعلتهم يعيشون الخوف الدائم كلما خرجوا لابتياع قارورات البوتان، وذلك بسبب اعوجاجها أو افتقادها للواقيات البلاستيكية التي يكون دورها سد مصدر خروج الغاز، أو إلى العازل الحديدي الذي يحمي حنفية التوزيع من القارورة، إضافة إلى أن الكثير من المواطنين يشتكون انعدام قطعة المطاط الأسود التي تقوم بتأمين مخرج الغاز من القارورة، وعدا ذلك فإن الكثير من قارورات الغاز يكون الدهر قد أكل عليها وشرب على اعتبار أنها تحولت إلى مجرد كتل حديدية ضخمة يأكلها الصدأ، ولذلك فكثيرا ما تنشب شجارات ما بين الزبائن والباعة، لإصرار الفئة الأولى على أخذ قارورات غاز سليمة ذات قاعدة متينة تسمح بإيقاف القارورة بالشكل المناسب، ورفض الباعة ذلك حتى لا يكون احتفاظهم بتلك القارورات المرفوضة لمدة أطول، مع العلم أنها تشكل خطرا حقيقيا وكبيرا على حياة المواطنين، كما أنهم يتحملون جزءاً من المسؤولية خصوصا وأنهم يرسلون أبناءهم الصغار لاقتنائها، رغم عدم وصولهم إلى درجة كافية من الوعي تؤهِّلهم لمعرفة الجيد من السيئ من قارورات الغاز التي يجدونها بأعداد كبيرة أمامهم، بالإضافة إلى الطريقة الخاطئة في نقلها كجرها بأرجلهم رغم التحذيرات الكثيرة التي أطلقت في هذا الشأن، ويبقى من الضروري تجسيد الوعي بين أفراد المواطنين لاسيما منهم شريحة البراءة التي يخاطرون بإرسالهم لشرائها، وما يؤكد حتمية تحقيق التوعية في أوساطهم أن هناك من التجمعات السكنية بالولاية لم تستفد بعد من غاز المدينة.