هناك بالمنطقة التي أطلق عليها سكانها اسم "الكينية" ، تتواجد عشرات العائلات القاطنة تحت الظروف المعيشية المزرية و قهرها، عائلات قد تكون تعرفت على كل أنواع التهميش لكنها لم تعرف و لا ليوم واحد معنى الراحة وسط الظروف الملائمة للعيش الكريم، و كأن الظروف تحالفت كلها و اتفقت على تواصل مسلسل المعاناة الذي طبع حياة سكان حي "الكينية" لسنوات طوال و عبر كافة الجوانب. سكنات هشة تتسبب في العديد من الأمراض سئمت عائلات حي "الكينية" المتواجدة ببلدية تاجنة التابعة لولاية الشلف، مصارعة الظروف القاسية التي صاحبتهم لسنوات طويلة، هي وضعية جد مزرية يكابدها هؤلاء داخل سكنات هشة لا تليق بالكائن البشري، و مهددة بالانهيار في أي لحظة نظرا لشدة هشاشتها و تصدع جدرانها،هذا لان معظم هذه السكنات مغطاة بالقصدير ، الأمر الذي زاد من حدة الحرارة بداخلها، خاصة خلال فصل الصيف،أين يضطر معظم الأفراد إلى الهروب خارجا و المبيت تحت اشجار الصنوبر المحيطة بمنازلهم، لكن الأمر يختلف بالنسبة لفصل الشتاء حيث لا تملك هذه العائلات سبيلا آخر للفرار من البرد القارص سوى الاستعانة بالصبر و التحمل تحت أسقف منازلهم التي كثيرا ما تتسرب منها كميات الأمطار، هذه الوضعية المزرية أدت بقاطني حي "الكينية" بتا جنة، خاصة كبار السن منهم إلى الإصابة بالعديد من الأمراض خاصة مرض الحساسية و الروماتيزم الذي أصاب الكثيرين.بدون ماء،و لغاز ولا كهرباء... الزيارة التي قادت "الجزائرالجديدة" إلى بعض أحياء بلدية تاجنة بالشلف، جعلتنا نحط الرحال خصيصا بالحي المسمى ................ كون ان الحي يمثل منطقة نائية تفتقد لأهم عناصر العيش، و تتطلب في الوقت ذاته الوقوف و الحديث عن الغياب الفادح لأهم هذه العناصر،التي تجعل الزائر ينسى فعلاغياب المرافق الاخرى المتمثلة في المؤسسات التعليمية،ومراكز التكوين ومؤسسات اخرى مشابهة،كون ان التهميش الذي تعيشه عائلات الحي تعدى ذلك كثيرا، وطال حتى متطلبات الحياة العادية. تقربنامن بعض عائلات الحي التي قاسمتنا و جبة غدائها المتمثل في رغيف الخبز مع شربة لبن وقطع من البطيخ، ورغم علامات قهر الزمن التي كانت بادية على وجوه افراد هذه العائلات تعمدنا الاستفسار و السؤال عن جملة المشاكل التي طبعت حياتهم اليومية،لتجيبنا الحاجة العالية التي قاربت ال 70 سنة قائلة،"ان الظروف المعيشية التي عشناها في السنوات السابقة هي نفسها التي نعيشها اليوم و نحن في سنة 2009 ،حيث عرفت بلادنا تطورا ملحوظا وعلى كافة الاصعدة،لكننا مازلنا نحن نصارع الزمن من اجل كسب لقمة العيش، و نحلم في المبيت داخل شقق تقينا حر الصيف ، وبرد الشتاء"،على حد قول الحاجة العالية، التي قالت ايضا ان جملة النقائص التي يعاني منها حييهم بحاجة الى سرد مطول،واكتفت بالالحاح على اهم المطالب التي يحتاجها كل حي،بداية من مياه الشروب المفقودة بحيهم ، حيث يضطرون في كل مرة الى شراء صهاريج المياه،و هي الكميات التي لا تكفي كافة حاجاتهم خاصة اثناء فصل الصيف،بالاضافة الى مشكل الغاز الطبيعي، حيث تضطر هذه العائلات الى اقتناء قارورات غاز البوتان من مناطق مجاورة، و كثيرا ما تستعين بالحطب لاشعال النار خاصة في فصل الشتاء للتدفئة و كذا الطهي،كما الح ممثلي سكان المنطقة على ضرورة توصيل سكناتهم بالكهرباء، و هو العنصر الذي اعتبره السكان مطلبا أساسيا لان الحاجة اضطرتهم إلى توصيل منازلهم بكوابل كهربائية مستمدة من مناطق مجاورة، متحملين في ذلك الكثير من الأخطار.