اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال «لويزة حنون» أن الندوة الدولية ضد الحرب والاستغلال التي تحتضنها الجزائر على مدار ثلاثة أيام كاملة بالاشتراك مع الوفاق الدولي للعمال والشعوب ستكون فرصة لمناضلي الحركة العمالية الذين ينشطون هذا اللقاء لمناقشة مسائل السلم والاستقلال والسيادة الوطنية والدفاع عن حقوق العمال. وأكدت الأمينة العامة لحزب العمال، الذي ينظم هذه الندوة بالاشتراك مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن الجزائر تعتبر أول بلد إفريقي يحتضن هذه التظاهرة التي ستعرج على العديد من القضايا ذات الصلة بالحرب والاستغلال وبالقضايا التي تهم بالدرجة الأولى الطبقة الشغيلة، وفي هذا السياق أوضحت «حنون» أن هناك ثلاثة عناصر أصبحت توجه النزاعات في العالم والتي لخصتها في محور الإجرام ومحور الأعمال والسياسة والاقتصاد تحت قيادة الشركات المتعددة الجنسيات ودعاة التدخل الأجنبي، وفي معرض تقييمها للوضع السائد في منطقة الساحل أكدت «حنون» أن التدخلات العسكرية في هذه المنطقة تحت غطاء محاربة القاعدة رهانها الحقيقي البترول واليورانيوم والذهب من أجل «أفغنة» منطقة الساحل، حيث أن هذه الحجج المقدمة من قبل دعاة تدخل الأجانب يراد منها تحويل الساحل إلى منطقة صراع بين القوى العظمى حيث أن الرهان اليوم هو باطن الأرض وليس القاعدة وهذا في إطار المنطق الجديد لرأس المال العالمي. كما ثمنت «لويزة حنون» الإجراءات التي اتخذتها الجزائر منها العقود مع الشركات الأجنبية في إطار الاستثمار بما يمنح للمنتج الجزائري امتيازات يحمي من خلالها الإنتاج الوطني، إضافة إلى دعم الحكومة لكل من قطاعي الفلاحة والصيد البحري، في نفس السياق أكدت «حنون» أن حزبها يناضل من أجل القطيعة مع الهيئات الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي. من جهته دعا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين «عبد المجيد سيدي السعيد» إلى اتخاذ الإجراءات التي من شأنها حماية العمال وعلى رأسها تعزيز الشبكة الاجتماعية ووضع مخطط نمو عالمي ومراعاة خلق مناصب شغل ومساعدة الاقتصاديات الناشئة، كما أثنى الأمين العام للمركزية النقابية على ما تبذله الحكومة من مجهودات تجاه الطبقة الشغيلة، مشيرا في نفس السياق إلى أهمية الحوار الاجتماعي وهنا دعا مجموعة العشرين إلى الاهتمام بالمسائل الاجتماعية وإعطائها الأهمية التي تحظى بها القضايا الاقتصادية. وتجدر الإشارة إلى أن الندوة الدولية ضد الحرب والاستغلال تنظم بالاشتراك مع الوفاق الدولي للعمال والشعوب والاتحاد العام للعمال الجزائريين وحزب العمال ويحضرها قرابة 400 مشارك ممثلين ل 60 دولة وهو اللقاء الذي لم ينعقد منذ 20 سنة ويقام لأول مرة بإفريقيا.