أخرجت لويزة حنون كل بطاقات حزب العمال، خلال هذه الحملة الانتخابية، وقد تعهدت تكرارا ومرارا ووعدت كل المواطنين الذي حضروا تجمعاتها في مختلف ولايات الوطن، بأنهم لو صوتوا عليها واختاروها من بين منافسيها، ستفرج كربهم وستذهب غمهم، بإصلاح شامل وكامل، بدءا بإصلاحي سياسي مرورا إلى الاقتصادي وانتهاء بالاجتماعي; بل وأكدت بأعلى صوتها أنها لو أخذت زمام تسيير البلاد ستحول الجزائر إلى فنزويلا إفريقية تكون شبيهة بفنزويلا الأمريكية. وأكدت مرشحة حزب العمال على مدار الحملة ''بفتح كل الملفات السياسية الحساسة لا سيما منها ملف المفقودين وكشف الحقيقة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية من أجل إغلاق ملف المأساة الوطنية نهائيا، معرجة على سلك القضاء بأنها ستقوم بإصلاح حقيقي لترقية قطاع العدالة وستمنح للشعب أحقية انتخاب القضاة من أجل ''ضمان استقلاليتهم''. معربة عن معارضتها لعقوبة الإعدام ووجوب ''عصرنة'' المنظومة التشريعية الوطنية التي من شأنها أن تسمح بانضمامنا لمحفل الأمم المتطورة في مجال العدالة. وكررت المرأة الوحيدة في هذه المنافسة الانتخابية أنها لو صوت عليها الشعب وأعطاها مسؤولية تسيير البلاد فإنها أول ما تقوم به حل المجلس الشعبي الوطني وإعادة إعطاء الكلمة للشعب لأجل أن يختار النواب بأنفسهم وحتى يعيدوا للبرلمان مصداقيته. هذا وأعلنت لويزة حنون في هذه الحملة الانتخابية أن أول ما ستقوم به إذا ما حالفها الحظ وأعطاها نسبة تخولها لرئاسة الجمهورية هو محاسبة الأثرياء الجدد أو كما وصفتهم بمافيا العقار والأراضي، بأنها ستمارس معهم سياسة ''من أين لك هذا''؟ قالت مخاطبة أولئك ''الذين نهبوا أملاك الدولة ''سأتجرأ بالاعتماد على سيادة الشعب لأقول لهم كفى جاء وقت المحاسبة'' ملفتة إلى أن هؤلاء ''اختلسوا أموالا عمومية من صناديق الدولة للاغتناء''. ولم تفوت مرشحة حزب العمال فرصتها بمنطقة القبائل أين أعلنت بأعلى صوتها أنها لن تتوان على ''ترسيم الأمازيغية''. وقد قالت في هذا المقام ''لقد ناضل حزبنا من أجل ترسيم الأمازيغية من دون المرور عبر استفتاء والآن ما بقي لها إلا أمر ترسيمها''. كما لم تخلو خطاباتها من محادثة فئة الشباب بأنهم ''هم الضمانة الحقيقية والمناعة التي تحمي البلاد من كل المتربصين بها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي'' مطمئنة في نفس الوقت الحضور، بقولها ''لمست من خلال مختلف تحركاتنا على المستوى الوطني أن الإرادة القوية لا تزال قائمة بقوة لدي مختلف شباب الجزائر رغم المشاكل والصعاب التي تحيط به من كل جانب. وعليه لا تزال الفرصة أمامنا للتغيير'' لتضيف '' الشباب مفخرة الجزائر''. من هي لويزة حنون تعد الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون التي انتخبت نائبة بالمجلس الشعبي الوطني ثلاث مرات إحدى مؤسسات ورئيسة الجمعية من أجل المساواة أمام القانون بين النساء والرجال التي أنشئت سنة .1989 وهي من مواليد 1954 ومنحدرة من عائلة بسيطة من بلدية الشقفة بولاية جيجل، شاركت حنون فور دخولها جامعة عنابة وتحصلت بها على ليسانس في الحقوق في إنشاء مجموعة النساء العاملات، لتجعل من مسألة النساء وتفتحهن كفاحا سياسيا وعاما. باشرت مرشحة حزب العمال لهذه الرئاسيات مشوارها المهني في التعليم وهذا فور حصولها على شهادة البكالوريا قبل أن تلتحق بقطاع النقل الجوي (مطار هواري بومدين) لتمويل دراستها الجامعية. وقد تم طردها من العمل لنضالها من أجل الحرية النقابية واستقلالية الاتحاد العام للعمال الجزائريين ليعاد إدماجها وتحويلها إلى الجزائر العاصمة سنة 1980 بعد شهور من النضال. وبالجزائر العاصمة التحقت المترشحة بالمنظمة الاشتراكية للعمال في السرية ليتم توقيفها سنة 1983 ثم مرة أخرى سنة .1988 وفي 1989 وبعد الاعتراف بالتعددية الحزبية انتخبتها قيادة المنظمة الاشتراكية للعمال ناطقة رسمية وهي المهمة التي أقرها المؤتمر التأسيسي لحزب العمال في ماي .1990 وقد شغلت هذا المنصب إلى غاية انعقاد المؤتمر الخامس في أكتوبر 2003 لتنتخب بعده أمينة عامة لحزب العمال. وقد قدمت حنون ترشحها الأول لرئاسيات 1999 بحيث رفض ملفها من قبل المجلس الدستوري لتعيد الكرة من جديد سنتي 2004 و .2009 وعلى الصعيد الدولي أصبحت ممثلة حزب العمال عضوا مؤسسا للوفاق الدولي للعمال والشعوب في جانفي .1991 وقد شاركت منذ ذلك التاريخ بصفتها ممثلة لحزب العمال في ندوات مناهضة للخوصصة وأخرى من أجل الدفاع عن المنظمات النقابية واحترام معايير العمل. كما تعد عضوا في لجنة النساء العاملات ولجنة إفريقيا للوفاق الدولي للعمال وكذا طرفا مشاركا في كل المبادرات والحملات التي بادر بها التحالف النقابي الأمريكي المناهض للحرب والكنفدرالية الدولية للنقابات العربية والوفاق الدولي للعمال ضد احتلال العراق.