في تجربة استثنائية، تستضيف الجزائر اعتبارا من 27 نوفمبر وإلى غاية 18 جوان 2011، ثلاثة عشر كاتبا عالميا ينحدرون من القارات الخمس في إقامة إبداعية تستمر ثمانية أشهر، يستعرض خلالها هؤلاء المبدعون عوالمهم في رحلة أدبية تواصلية حية. وقد أوضح "خالد يوسف بن مهيدي" رئيس قسم الكتاب والتوثيق على مستوى الوكالة الجزائرية من أجل الإشعاع الثقافي – الهيئة الراعية للتظاهرة بالتنسيق مع منشورات "عقد الجنوب"-، أنّ الأمر يتعلق بتعريف الجمهور بتجارب أدبية ذات نوعية في مجال الرواية والقصة القصيرة والشعر وكذا الأقصوصة.ويكشف الأستاذ بن مهيدي، أنّ الوكالة الجزائرية من أجل الإشعاع الثقافي لن تكتفي بالإقامة الإبداعية المرتقبة، بل تفكّر في استحداث أنماط أخرى من اللقاءات الأدبية في الفترة القليلة القادمة، مع الإشارة إلى أنّ منشورات "عقد الجنوب" الفرنسية المشاركة في هذا المحفل بخيرة كتّابها، فجّر كتاب "أين تركت روحي" ل"جيروم فراي" الصّادر عنها حديثا، ضجة إثر فضحه أسرار التعذيب الممارس من جلادي المحتل الفرنسي القديم ضدّ الوطنيين الجزائريين قبل نصف قرن. "ديوان دار عبد اللطيف" هذا المعلم التاريخي الواقع وسط الجزائر العاصمة، والذي يعد فضاء مفتوحا للفنانين والأدباء والباحثين ومختلف فاعلي الساحة الثقافية، سيكون مقر إقامة المبدعين الثلاثة عشر، على أن تكون قاعته الرئيسية مسرحا لسائر اللقاءات التي ستقام تباعا على مدار ثمانية أشهر متصلة.وسيتمكن عشاق الأدب معانقة الإبداع بألسنة مبتكريه، في هذا الصدد سيفتتح برنامج "في لقاء الأدباء" أولى لقاءاته السبت، مع الشاعر والروائي التشادي "نمرود بينا جانغراغ" الذي يعتبر من الكتاب الأكثر بروزا في الأدب الإفريقي، نالت أعماله جوائز أدبية عديدة، بينها جائزة الأديب الإيفواري الراحل "أحمدو كوروما" (2008) عن روايته "منتزه الأمراء".كما سيتسنى لمتتبعي الأدب في الجزائر استكشاف ومحاورة كتاب عالميين من الدرجة الأولى، إذ تتضمن القائمة كل من: الايطالي "لويجي غارنيري"، الروسي "أندريه غيلاسيموف"، الروائي والفيلسوف الفرنسي "ماتياس اينارد" الذي نال جائزة الغونكور عن روايته "حدّثهم عن المعارك، الملوك والأفيال"، السوري "فاروق مردم باي"، الفيتنامي "مينه تران هوي"، الأسترالية "إيميلين لاندون"، البريطاني "تيم باركس"، المصري "خالد الخميسي"، الجنوب إفريقي "برايتن برايتنباخ"، اللبناني "جبّور دويهي"، الإيرانية "بهية ناخجانفاني"، الكاتب الكوبي الإسباني "جوزيه لويس صوموزا"، والأديب الجزائري الكبير "واسيني الأعرج". وسبق للجزائر قبل ثلاث سنوات، أن احتضنت عديد الإقامات الإبداعية برسم احتفالية "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007"، حيث جرى تنظيم نحو 30 إقامة إبداعية عربية"، وهي توليفة فريدة من نوعها جمعت عشرات الشعراء المبدعين من الجزائر، سوريا، لبنان، اليمن، العراق، البحرين، مصر، ليبيا، المغرب، وتونس، واشتغل منشطوها آنذاك على نصوص شعرية بألوانها العمودية والنثرية والشعبية وكذا قصيدة التفعيلة..