فصلت محكمة جنايات مجلس قضاء عنابة، في جلسة أول أمس بالبراءة في حق كل من "ب.عمار" وأخته "ب.صليحة"، من تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق زوجة أبيهما "ن.زوينة" التي فارقت الحياة مقتولة عام 2008. وكان دفاع المتهمين قد أوضح أن عملية توجيه التهمة للأخوين كانت قد تمت بشكل عشوائي، لأنها لم تستند إلى قرائن واضحة، وقائع الجريمة البشعة وقعت بحي "خرازة"، حيث أنه و بتاريخ 20 أفريل 2008، تلقى درك بلدية "واد العنب"، مكالمة هاتفية مفادها أن "ن.زوينةً" قد فارفت الحياة بمنزلها، حيث اكتشفتها بنت زوجها الكبرى "ب.صليحة" بعدما عمدت إلى كسر باب منزلها عندما لم تقم بفتحه لها، وعند معاينة الجثة التي كانت ملقاة على الأريكة في غرفة من الطابق الأول، تمت ملاحظة عضة في شفة الضحية وخدوش في الجهة اليمنى من رقبتها ما يدل على مقاومتها لشخص أراد قتلها، وفي تقرير الطبيب الشرعي للجثة أثبت وجود آثار خنق بحبل على الجهة الأمامية للرقبة، والذي أسفر عن تدفق الدم بالأنف، الفم، الوجه الداخلي للجلد والغدد اللعابية أسفل الفك الأيمن. وعند سماع زوجها "ب.علي" صرح أنه كان متواجدا بفرنسا تاريخ وقوع الحادثة، حيث طلب من أبنائه إعلام مصالح الدرك الوطني، وقد تم ذلك فعلا خاصة بعد رفض طبيب العائلة معاينة الضحية وكتابة تقريره الطبي عن حالتها، من جانبها صرحت أخت الضحية أن الفقيدة كانت على خلاف كبير مع "صليحة" 4 أيام قبل وقوع الجريمة، من جانب آخر وجهت تهمة القتل العمدي ل "ب.عمار" وهو المتهم الثاني على أساس أنه كان قد طلب من الضحية فتح الباب الخارجي للمنزل عند عودته ليلا، إلا أن عدم استجابة الضحية التي كانت تقيم بالطابق الأول دفعته لكسر زجاجه وفتحه، ما اعتبر دافعا لارتكاب جناية القتل نتيجة الحقد والكراهية لزوجة الأب التي استحوذت على طابق فيه 7 غرف، ناهيك على هدايا المجوهرات الثمينة التي كان زوجها يهديها لها ما كان سببا في اندلاع المشادات الكلامية بينها وبين أبناء زوجها، علما أن الضحية كانت تعاني من داء السكري وارتفاع ضغط الدم. وبناء على تأكيد الطبيب الشرعي في محضر سماعه أن وفاةً "ن.زوينةً" كانت باستعمال العنف خنقا بواسطة حبل حيث تم توجيه الاتهام للمتهمين، غير أن دفاعهما أكد أن تقصير الضبطية القضائية في رفع البصمات وكل ما يتعلق بما وجد في منزل الضحية ساعد إلى حد كبير في تملص المجرم مرتكب هذه الجناية البشعة.