حرم الله سبحانه وتعالى شرب الخمر ،واعتبرها الرسول الكريم أم الخبائث، فشارب الخمر لا يدري ما يفعل، فقد يزني ويسرق كما قد يقتل أيضا، وهذا بالضبط ما حدث لسليمان الذي احتسى الخمر حتى الثمالة، و أقدم بعدها على خنق زوجته بالحبل وولج لينام بكل برودة دم و دون أن يهتز له رمش؟ هذه الجريمة البشعة التي اهتزت لها مشاعر كل من حظر محاكمة "سليمان" بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة وقعت بالمقرية بحسين داي في ليلة من ليالي أفريل2005. حين دخل المتهم إلى بيته وهوفي حالة سكر شديدة، و هي الحالة التي تسببت في نشوب شجار بينه وبين زوجته فتيحةالتي اكتشفت بأن زوجها على علاقة مع نساء أخريات،وعلى إثر ذلك قام بضربها بلكمة أسقطتها على الأرض، ولم يكتف بذلك بل جلب حبلا وخنقها به ثم دفعها على رأسها وتركها مرمية في فناء المنزل و دخل لينام و كأن شيئا لم يحدث.. ولما استيقظ في الساعة الواحدة والنصف صباحا وجدها قد رحلت إلى العالم الآخر، فأيقظ ابنه وبلغ الشرطة قائلا بأن زوجته توفيت،ظانا بأن جريمته لن تكشف، ولم يكن يدري بأن ولديه فاطمة ومسعود شاهداه و هو يقتل أمهما بكل وحشية وبدون رأفة بها أو بالمولود الذي كان ببطنها ولم يرالنور لأن والده قتله في بطن أمه وهو في الشهر السابع. المتهم: أنا وجدتها ميتة عندما استيقظت؟ وبعد إكمال كافة التحقيقات تمت إحالة المتهم على محكمة الجنايات في نهاية نوفمبر المنصرم، ولما مثل بين يدي القاضية وسألته عن الجريمة التي ارتكبها في حق زوجته وأم أولاده الستة؟أجابها"المرحومة الله يرحمها أنا مازلت متأثرا بموتها، وعاشرتها لمدة 20 سنة ،وهي أم أولادي الستة والسابع كان في بطنها" وأصر على انه لم يقتلها وروى بأنه استيقظ على صوت طفلته الرضيعة وهي تبكي فبحث عن زوجته لترضع الطفلة فلم يجدها وعندما خرج إلى المرحاض رآها ملقاة على الأرض أمام الشجرة، وعند قيامه بتحريكها وجدها ميتة، وبلغ الشرطة بذلك، ولكن القاضية قاطعته قائلة بأن الحقيقة عكس ماروى الآن؟ وأخبرته بأنه قام في يوم الجريمة باحتساء الخمر بالقرب من جامعة خروبة ثم دخل إلى البيت مساء، وشغل جهاز التلفزيون بصوت عال ، مما جعل زوجته تطالبه بإغلاقه لان الأولاد بصدد النوم وهم في فترة امتحانات، وأكملت القاضية سرد الرواية على مسامع المتهم قائلة :لما خرجت زوجتك إلى فناء المنزل تبعتها وأمسكتها وخنقتها بالحبل ثم دفعتها على جمجمتها وتركتها ملقاة على الأرض وذهبت للنوم، ولما استيقظت ليلا ذهبت لتراها فوجدتها فارقت الحياة أيقظت أولادك وأخبرت الشرطة؟ لكن المتهم أصر على انه لم يقتلها ولم يدر ماحدث لأنه كان مخمورا؟ شهادة الأطفال تقلب الموازين في الجلسة ظل المتهم مصرا على إنكاره للتهمة المنسوبة إليه إلى أن حان موعد استجواب الشهود، ودخل الشاهد الأول هو مسعود في العقد العاشر من عمره وبكل براءة سرد الحكاية من جديد وروى بأنه كان شاهدا على مقتل والدته بيدي أبيه ولم يستطع التبليغ خوفا من أن يصيبه نفس المصير، ثم دخلت الشاهدة الثانية الأخت الكبرى فاطمة11 سنة وأيدت ماقاله أخوها ، وسألتها القاضية لما لم تبلغي الجيران بالواقعة؟ فأجابت بأنها خافت وذهبت للنوم هي وأخوها، وبعد هذه الشهادة وجهت القاضية كلامها للمتهم قائلة: هل ستنسى هذا المشهد؟ ولداك قالا " بابا قتل ماما"؟ ماذا تقول أمام براءة الأطفال؟ انهار المتهم واعترف بأنه قتل زوجته لأنه كان مخمورا. النائب العام: الإعدام لقاتل أم أولاده أما النائب العام فقد التمس في الجلسة تسليط عقوبة الإعدام في حق سليمان لارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد إضرارا بالضحية فتيحة طبقا لأحكام المادة 261 من قانون العقوبات. أما دفاع المتهم فابتدأ مرافعته بقوله : كان بودنا طرح سؤال احتياطي على أساس الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها ،لكن شهادة براءة الأطفال قلبت الموازين وما بقي لي سوى المطالبة بأقصى ظروف التخفيف لموكلي. وبعد مداولات هيئة المحلقين والمستشارين قضت محكمة الجنايات بإدانة المتهم بجناية القتل العمدي وعقابه بالإعدام. إلهام بوثلجي