منع الفلاحين من جني الزيتون وإشعال النيران بالغابات وزعت الأجهزة الأمنية مؤخرا مناشير بالمناطق الجبلية بتعليقها بالمساجد والمدارس ومختلف المؤسسات تحذر فيها المواطنين من مغبة التنقل في الوقت الراهن إلى الجبال لأي سبب كان، مطالبين الفلاحين بتجنب جني الزيتون لتسهيل مهمة قوات الجيش لتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية، مشددة على تجنب إشعال النيران في الغابات، والتي قد تخلط الأمور على قوات الجيش التي تحاصر إرهابيين يموتون من البرد والجوع. أطلقت الأجهزة الأمنية مجددا جملة من التعليمات للمواطنين القاطنين بالحدود الغربية لمنطقة البويرة، وكذا غابات منطقة سيدي على بوناب شرق بومرداس والممتدة حتى تيزي وزو، مشددة على بضرورة تجنب الانتقال إلى الجبال لجني الزيتون، حيث وزعت مناشير على السكان تطالبهم بالتزام منازلهم لتمكين قوات الجيش من ملاحقة الإرهابيين المتسللين من الحصار المفروض عليهم لأزيد من عشرة أيام، وحذّرت المواطنين من إشعال النيران بالغابات، في إشارة إلى أن أتباع درودكال يشتكون من الأحوال الجوية السيئة ويبحثون عن مكان يسمح لهم بالتدفئة في ظل نفاذ قارورات الغاز وقطع الاتصالات مع الخلايا النائمة. وحسب مصادرنا فإن موجة البرد التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة خاصة بالشرق والوسط، أدت إلى تضرر العديد من الإرهابيين، الذي تحاصرهم قوات الجيش التي ظلت متربصة بهم لأكثر من عشرة أيام، حرصت فيها على منع أي إمداد محتمل لشبكات الدعم والإسناد، وحاصرتهم في وقت تعمد فيه في كل مرة إلى قصف المواقع المشبوهة التي يرجح أنهم يختبئون في كازماتها، مما أجبرهم على ملازمة أماكنهم في انتظار جلاء قوات الجيش للتمكن من التحرك واستعادة مواقعهم ومعها اتصالهم بأتباعهم بجبال تيزي وزو، في ظل نفاذ المؤونة خاصة منها الغذاء وقارورات الغاز المستعملة في الطبخ والتدفئة وأصبحوا عرضة للصقيع ولدرجات حرارة ما دون الصفر ومعهما الجوع الشديد، حيث لم يتمكن أتباع الإرهابي «أبو مصعب عبد الودود» من العثور على حل في ظل التضييق الأمني الذي لم تشهد المنطقة مثيلا له منذ أكثر من ثلاث سنوات، في وقت أوضحت فيه مصادر إعلامية أن الحصار سيتواصل إلى غاية تحقيق أهدافه بإجبار العناصر الإرهابية على الخروج من مخابئها بحثا عن الطعام والتدفئة أو الموت من شدة البرد والجوع، خاصة وأن التطويق جاء في وقت يطبعه تردد العناصر الإرهابية وشكها في منهجها الذي اتبعته والذي غذته خطابات الإرهابيين التائبين، خاصة رئيس اللجنة الشرعية الذي طالب رفقاء الماضي بمعية مؤسس التنظيم «حسان حطاب» المدعو حمزة بالعدول عن العمل الإرهابي قبل فوات الأوان. وأضافت مصادرنا أن أهم مشكل يشكو منه التنظيم الإرهابي هو انعدام الاتصال بين الكتائب والسرايا وذلك بعد تعطيل شبكة الهاتف التي لا تزال متواصلة لليوم العاشر على التوالي، حيث حرم الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء كتيبتي الأرقم بوسط بومرداس والمتواجدة في جبال «جراح» و«تيجيجغة» بالحدود مع البويرة و«الأنصار» بالحدود بين بومرداس وتيزي وزو والتي تتخذ من جبال سيدي علي بوناب مركزا لها من الاتصال فيما بينها خاصة في الوقت الحالي، وهو ما يعد ضربة موجعة للتنظيم ككل، خاصة وأنه في فترة إعادة ترتيب البيت الذي تعرض للتفكك نتيجة القضاء على أمير كتيبة الأرقم «حبيب مراد» ببرج منايل قبل أسبوعين، حيث حاول الأمير الوطني إعادة هيكلة التنظيم الإرهابي بجمع قادة كتيبة النور والأرقم ومعهما الأنصار ومطالبتهم بتفعيل نشاطها بإشراف أمير المنطقة الثانية «عبد المومن رشيد» المدعو «أبو حذيفة الجند» وذلك بجبال «سيدي علي بوناب» لتصطدم الجماعات الإرهابية بضربات قوات الجيش التي لا تزال تحاصر العناصر الإرهابية الذين أفادت بعض المصادر أن عددهم يصل إلى 18 عنصرا، وأن تائبا سلم نفسه وأفشى سر الاتصال بين الإرهابيين . وحسب متتبعي الشأن الأمني فإن العملية العسكرية الأخيرة والتي جند لها أزيد من 12 ألف عسكري، حرمت «درودكال» من استغلال تمركز الجيش في الساحل الصحراوي لمحاربة أتباعه الذين حاولوا سحب البساط منه باختطافاتهم المتكررة للأجانب والتي جعلتهم يكسبون أموالا طائلة، كما نجحت قوات الجيش في منع وصول تلك الأموال إلى قادة الشمال لتنفيذ اعتداءاتهم، وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحييد نشاط إرهابيي الشمال ودفعتهم إلى التفكير في التخلص من التضييق الأمني والتمتع بالاستقرار بدل التفكير في تنفيذ اعتداءات في حق المواطنين، وهو ما اعتبرته بعض المصادر قفزة نوعية تحسب لمصالح الأمن في انتظار ما سيسفر عنه الحصار الذي لا يزال مفروضا على الجماعات الإرهابية.