نجحت، مصالح الأمن، في تأمين العاصمة من أي اعتداء إرهابي خلال سنة 2009 التي عرفت تراجعا في العمليات الإنتحارية وإحباط عمليات أخرى مقارنة بالسنة الماضية· كما تم القضاء على أكثر من مائتي إرهابي من بينهم أمراء في التنظيم الإرهابي وتسليم البعض أنفسهم لمصالح الأمن . من بين الأسماء التي تم القضاء عليها ومنهم أمير أكبر كتيبة التي كان يعول عليها أبو مصعب عبد الودود الأمير الوطني لما يعرف ب ''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، وهي كتيبة الأنصار الناشطة بولاية بومرداس والذين يعتبرون النواة الأولى للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انتهجت أسلوب الإعتداءات المتفرقة بعد كسر شوكتها من طرف مصالح الأمن، والتي راح ضحيتها أزيد من مائة عون أمن تم إغتيالهم بكل من بومرداس، تيبازة وبرج بوعريرج· تراجع العمليات الإنتحارية وتحويل العمليات ضد قوافل الجيش سجلت، في سنة ,2009 عملية انتحارية واحدة على مستوى الوطن، وهي العملية التي تعرض لها مقر مفرزة الحرس البلدي ببلدية تادميت بولاية تيزي وزو، في 6 مارس الفارط، وخلفت مقتل عونين من الحرس البلدي، فيما نجحت مصالح الأمن بذات البلدية في إحباط عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف كانت العناصر الإرهابية تحاول استهداف الحاجز الأمني المشترك بالطريق الوطني رقم ,24 لكن ترصد مصالح الأمن للإنتحاري حال دون ذلك وتم القضاء عليه· وبولاية بومرداس، تمكنت مصالح الأمن من إحباط عملية مماثلة بمنطقة دلس، وقضت على الإنتحاري قبل أن ينفذ عمليته حيث كان يحاول استهداف أحد المراكز الحساسة بالمنطقة· وفي مقابل ذلك، لجأ التنظيم الإرهابي إلى تنفيذ عمليات متفرقة في مختلف مناطق الوطن بعد محاصرة مصالح الأمن لفلول العناصر الإرهابية بمعقلها الرئيسي بالمنطقة الثانية، وتراجع أعمالها الإرهابية بشكل واظح ومحاولة إحياء نشاطها الإرهابي باستهداف أعوان الأمن الذين راحوا ضحية العمل الجبان على غرار المجزرة التي شهدتها ولاية بسكرة، نهاية شهر ماي والتي راح ضحيتها تسعة أفراد من الجيش الوطني، تلتها بعد أسبوع مجزرة أخرى ببلدية تيمزريت بولاية بومرداس، خلفت مقتل ثمانية أعوان من الشرطة القضائية وإطارين من مديرية التربية المكلفين بتأمين إجراء امتحانات شهادة التعليم المتوسط، ونسبت العملية الإرهابية للأمير الجديد لكتيبة الأنصار ''العكروف الباي'' المكنى ''الفرماش'' الذي خلف ''ب·أمين'' المدعو ''أبو تميم'' الذي سلم نفسه لمصالح أمن ولاية تيزي وزو شهر فيفري· وفي 18 جوان أوفد، أبو مصعب عبد الودود، مسؤول العلاقات الداخلية والتنسيق والربط بين كتائب وسرايا التنظيم، الإرهابي المدعو ''أبو قتادة السلفي'' إلى منطقة برج بوعريرج لتنفيذ العملية الإرهابية التي شهدتها ''المنصورة'' والتي خلفت مقتل 14 دركيا من أفراد مجموعة التدخل والإحتياط التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني، بعد ذلك تفذت عملية أخرى بمنطقة ''الداموس'' بولاية تيبازة، راح ضحيتها 15 جنديا، وقد ربط المتتبعون للوضع الأمني، هذه العمليات بالحصار الذي فرض على العناصر الإرهابية بمنطقة الوسط ومحاولة نقل العمليات الإرهابية إلى خارج المنطقة لفك الخناق على قيادات التنظيم الإرهابي بمعقلها الرئيسي· وعملت العناصر الإرهابية من أجل المحافظة على عناصرها المتبقية من خلال تنفيذ عمليات متفرقة قصد إقناعهم بأن التنظيم الإرهابي لم يتراجع، خاصة في ظل رغبة العديد منهم في تطليق العمل الإرهابي، فتم تنفيذ عمليات فردية معزولة إستهدفت أفراد الأمن، حيث اغتالت العناصر الإرهابية، بداية شهر ماي، رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية ببلدية زموري بولاية بومرداس، المعروف ب ''صقر الشرطة'' في الأوساط الأمنية ورجال الدفاع الذاتي والمقاومين بكل من بومرداس، تيزي وزو وتيبازة· توقيف أزيد من 200 شخص من عناصر شبكات الدعم تمكنت، مصالح الأمن، من إحباط المخطط الإرهابي الذي تضمن تنفيذ عملية إنتحارية بالعاصمة قصد خلق صدى إعلامي في ظل تراجع نشاطه بعد نجاح عناصر الأمن في اختراق التنظيم الإرهابي وتحقيق نتائج إيجابية، وذلك بالقضاء على رؤوس العناصر الإرهابية وإحباط العمليات الإعتدائية، خاصة في العاصمة التي تم تأمينها من أي اعتداء، والتي كان أبو مصعب عبد الودود وحذيفة الجند، يعولان عليها كثيرا لتجنيد عناصر جديدة بعد النزيف الذي عرفه التنظيم الإرهابي حسب المتتبعين للشأن الأمني، حيث تمكنت مصالح الأمن بالعاصمة من تفكيك أخطر شبكات الدعم بالجزائر العاصمة التي كان عدد عناصرها يزيد عن الثلاثين والتي كانت تزود العناصر الإرهابية بمعلومات دقيقة حول تحركات أعوان الأمن والأجانب، وعن المؤسسات الحساسة، وفي هذا السياق، تحدثت تقارير إعلامية عن رصد مصالح الأمن بالعاصمة، نهاية شهر أكتوبر، تحركات الإنتحاري المكنى ''أبو معاذ'' و تحديد هويته والذي كان ينوي استهدافه مؤسسات ومبان حكومية في الفاتح نوفمبر الفارط، وهذا بناء على معلومات أدلى بها إرهابي موقوف، وفي بداية الشهر الجاري، تم توقيف إرهابيين بالعاصمة كانا بصدد الإتصال بجماعات الدعم التي يعول عليها كثيرا درودكال باعتبارها عينه التي لا تنام· وقبل ذلك، في شهر جوان الفارط، أوقفت مصالح الأمن عناصر شبكة الدعم التي كانت تستهدف الأجانب، وتم في هذا الصدد، توقيف أحد أعوان أمن الحديقة المقابلة لقصر ''رياس البحر'' المعروفة ب ''جنينة لعواد'' التي يرتادها عدد من السياح الأجانب والتي تقع بالقرب من مقرات عمومية رسمية، كما تمكنت مصالح الأمن من توقيف أزيد من 200 شخص ينتمون إلى الخلايا النائمة بمختلف ولايات الوطن، وكانت أكبر شبكة تم تفكيكها بولاية بومرداس تلك التي كانت تضم تائبين عاودوا الإلتحاق بصفوف العناصر الإرهابية كعناصر دعم· تفكيك نواة التنظيم الإرهابي تلقى، التنظيم الإرهابي، ضربات نوعية متتالية على يد مصالح الأمن التي أحكمت قبضتها بفعل عمليات الإختراق التي تمكنت بفضلها من نصب كمائن للعناصر الإرهابية التي قضي عليها، وكانت أول ضربة تلقاها درودكال عبد المالك المدعو مصعب عبد الودود، أمير التنظيم الإرهابي، تسليم أمير كتيبة الأنصار ''ب· أمين'' المكنى ''أبو تميم أمين'' نفسه لمصالح أمن ولاية تيزي وزو، شهر فيفيري، وتعتبر هذه الكتيبة من أنشط كتائب التنظيم الإرهابي بالمنطقة الثانية المعروفة بدمويتها، وتنسب لها العمليات الإرهابية التي شهدتها بومرداس خلال السنوات الفارطة، وبعد أيام فقط، قضت قوات الأمن بولاية تيزي وزو على خليفة ''أبو تميم'' بمنطقة ذراع بن خدة، ويتعلق الأمر بالمدعو ''عكرمة'' الذي تولى إمارة الكتيبة لأيام فقط· وبذات الولاية، تم القضاء على أمير سرية ''غزروان'' المدعو ''عقبة''، وأمير سرية ''بوبراك'' المدعو ''عبد القادر''، وأمير كتيبة النور ثاني أكبر كتائب التنظيم الإرهابي الناشطة بولاية تيزي وزو، ويتعلق الأمر بالإرهابي ''موهب يوسف'' المكنى ''يوسف ابن تشفين''· وفي نهاية نوفمبر، تم القضاء على الدموي أمير كتيبة الفتح الناشطة بالجهة الغربية لبومرداس ''ابن تيطراوي عمر'' المدعو ''يحيى أبو الختمة'' بوسط مدينة بومرداس حينما جاء لتسلم بعض الأموال، وجاءت هذه العملية تتويجا للعمل المعلوماتي الذي اعتمدت عليه كثيرا مصالح الأمن في مكافحتها للإرهاب· وبنفس الولاية، قضي خلال شهر مارس، على أمير سرية شعبة العامر ''دلسي عيسى'' المدعو ''أبو هشام''، وفي ظرف أسبوع تم القضاء على المكلف باللجنة الطبية للمنطقة الثانية ''بلعيد أحمد'' المكنى ''أبو سليمان'' حيث مكن القضاء عليه من حل اللجنة، وبعده أمير سرية دلس ''ساكر سفيان''· وفي شهر أكتوبر قضت مصالح الأمن على مسؤول العلاقات الداخلية والتنسيق بين مختلف كتائب التنظيم الإرهابي في كمين بمنطقة الخيثر بولاية البيض ''لوزاعي مراد '' المدعو ''نوح أبو قتادة''· وفي نفس الشهر كانت قوات الأمن قد وضعت حدا لنشاط أمير كتيبة طارق بن زياد والحارس الشخصي لدرودكال ''غازي توفيق'' المدعو ''الطاهر''، و''بلال النذير'' المدعو ''أبو عدنان'' المرشح لإمارة منطقة الغرب، حسب المتتبعين للوضع الأمني الذي قضي عليه بولاية الشلف· وخلال نوفمبر الفارط، تم القضاء على المستشار العسكري لكتيبة المهاجرون ''البار مصطفى'' المكنى ''أبو لقمان الحكيم'' بولاية المسيلة حيث حاول إحياء النشاط الإرهابي بالمنطقة، حسب ما أوردته تقارير إعلامية في هذا الشأن· كما تم، في نفس الفترة، القضاء على أمير سرية بوناب الناشطة بولاية تيزي وزو ''مازري آكلي'' المدعو ''أبو سفيان''، إلى جانب ''ملكشي حوسين'' المكنى ''الفرطاس''· كما قضت قوات الأمن على أمير سرية زموري ''هجرس حسين'' المدعو ''الباشاغا'' بمنطقة ''شويشة'' بزموري ولاية بومرداس والذين يعتبرون الركائز الأساسية التي يعتمد عليها درودكال باعتبارهم من أوائل الملتحقين بالعمل المسلح، بالإضافة إلى القضاء على أزيد من مائتي إرهابي بمختلف مناطق الوطن· تراجع عمليات الإختطاف·· وفشل بعضها شهدت، سنة ,2009 تراجع عمليات الإختطاف بشكل كبير مقارنة بالسنة الفارطة، وفشلها في العديد من المرات وقد أرجع المتتبعون للشأن الأمني ذلك إلى افتقاد منفذي العمليات للخبرة وقضاء قوات الأمن على الإرهابيين المتخصصين في عمليات الإختطاف، حيث تم تسجيل أزيد من 5 محاولات اختطاف فاشلة بكل من بومرداس وتيزي وزو، فبهذه الأخيرة سجل في شهر نوفمبر الفارط، إسترجاع سكان قرية إفليسن بتيقزيرت، المختطف وهو صاحب مطعم من المنطقة دون دفع الفدية التي قدرتها العناصر الإرهابية ب700 مليون سنتيم بعد تهديد سكان المنطقة الجماعة المختطفة بمهاجمة أماكن الإرهابيين· وتم بنفس الولاية إحباط محاولة اختطاف خلال شهر رمضان بمنطقة آيت تودرت وأخرى بواضية وأزفون· وبولاية بومرداس فشلت الجماعة الإرهابية في اختطاف إبني مستثمرين سياحيين بزموري وتنفيذ عمليتين ببن شود وبرج منايل· وقد نقل، تائبون سلموا أنفسهم لمصالح الأمن، حسب مصدر ''الجزائر نيوز''، الصراعات الداخلية بين أمراء التنظيم الإرهابي حول زعامة الإمارة ومعارضة آخرين لمنهج ''حذيفة الجند'' الذي وصفوه بالمتخاذل وطالبوا بتنحيته، إضافة إلى التصفية الجسدية التي تعرضت لها العناصر الإرهابية التي أبدت رغبتها في تطليق العمل المسلح، ناهيك عن الوضعية المزرية التي يعيشها أتباع درودكال بعد تجفيف مصالح الأمن لمنابع تموينه بالمواد المتفجرة وتمويله الأموال وتكثيف عمليات اختراق صفوفه·