تتميز بعض الجمعيات على مستوى ولاية الشلف بالنشاط والفعالية أكثر من غيرها من الجمعيات المعتمدة والتي هي مسجلة على الورق دون أن يكون لها وجود في الميدان والتي لا ترى لها حضورا ولا تسمح لها حسا إلا في المناسبات وغداة توزيع الإعانات المالية المخصصة للجمعيات. إلا أن جمعية الراصد للعلوم بمدية تنس الساحلية تختلف كثيرا عن العديد من الجمعيات المعتمدة سواء من حيث نشاطها الميداني وإنجازاتها التي يشهد بها القاصي والدّاني ويقرّ بها كلّ من وقف على إنجازات الجمعية الوحيدة في اختصاصها على مستوى الولاية.. وفي جولة قادتنا إلى مقر الجمعية بالمركز الثقافي بمدينة تنس مكنتنا من الاطلاع على مدى نشاط أعضائها وتفانيهم في نشر الثقافة العلمية وتوسيع دائرة ممارستها في الأوساط الشبانية وكذا المشاركة في توفير مرافق للشباب التي تتوافق مع التطور العلمي، الثقافي، الاجتماعي والاقتصادي• كما أن الجمعية أصبحت اليوم ملاذا آمنا للأطفال وخاصة المتمدرسون منهم الذين يقصدونها خارج أوقات خارج الدّراسة وخاصة في أمسيات الاثنين والخميس والجمعة لممارسة بعض الأنشطة العلمية وبعض الهوايات من خلال ناديه المفتوح لدى الجمعية والمسمى "الشطار الصغار" وتتوفر الجمعية فضلا عن نادٍ للأطفال، على أقسام خاصة بالسمعي البصري، الإلكترونيك، الانترنت، وقد تأسست الجمعية في جويلية 1993 كنادي لعلم الفلك بمدينة تنس من طرف مجموعة من الشباب العلميين وفي ديسمبر 1994 أصبحت جمعية معتمدة من طرف الدولة وتهدف الجمعية إلى نشر الثقافة العلمية وتوسيع دائرة ممارستها في الأوساط الشبانية إعطاء الشباب وسيلة التفكير العلمي المشاركة في توفير مرافق الشباب التي تتوافق مع التطور العلمي ،الثقافي،الاجتماعي والأرصاد الجوية، فضلا عن الفلك الذي يعتبر النواة الأولى لنشأة الجمعية• نادي الشطار الصغار بالجمعية تعتمد الجمعية التي تضم حاليا أكثر من 190 عضو ومنخرط تحت إدارة 9 أعضاء يتصدرهم الرئيس الشرفي للجمعية البروفيسور الجزائري ابن مدينة تنس والمقيم باليابان محمد بناط، تعتمد على وسائل بسيطة ومتواضعة بالنظر إلى حجم نشاطاتها وتشعبها إلى مختلف حقول المعرفة انطلاقا من بعض التجارب العلمية إلى الرصد الفلكي، وكثيرا ما كانت الجمعية تقوم بعمليات رصد للمظاهر الطبيعية كالخسوف والكسوف بالإضافة إلى حصص الرصد الفلكي المفتوحة للجمهور والتي كثيرا ما كانت فرصة مناسبة للجمهور العريض لاستكشاف والتعرف عن قرب على بعض الظاهر الطبيعية، حيث قامت ذات الجمعية برصد أول خسوف للألفية الثالثة بمقرها يوم21/03/2001 وكذا رصد الخسوف الكلي للقمر يومي 08-09 نوفمبر 2003، بالإضافة إلى رصد كسوف الشمس في عامي 2005 - 2006 فضلا عن الأنشطة والمعارض العلمية التي نظمتها الجمعية سواء بمدينة تنس أو الشلف أو مشاركتها في مختلف المعارض العلمية بمختلف ولايات الوطن أو من خلال المخيمات والرحلات العلمية• شاركت الجمعية في العديد من المعارض العلمية ولا أدل على ذلك من الجوائز والتكريمات التي نالتها الجمعية من بلدان تونس، روسيا، الإمارات، المكسيك، سوريا، جنوب إفريقيا وفرنسا، وأبرز تكريم للجمعية تحصلت عليه كان في عام 2003 من طرف مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب تقديرا "للتميز في الأنشطة الشبابية"• وتوسعت الجمعية من خلال إنجاز موقع لها على شبكة الانترنت مكنها من أن تفتح نافذة للتعريف بنشاطاتها وكذا حلقة وصل للمهتمين بعالم علم الفلك عبر العالم• ورغم تعدد مجالات الجمعية الثقافية والعلمية واستقطابها للعديد من الشباب وحتى الأطفال الذين وجدوا فيه الفضاء الأنسب لممارسة هوايتهم واكتساب مهارات جديدة أو توسيع آفاقهم في مجالات مختلفة من العلوم والمعارف، إلا أن الجمعية تشكو قلة الدعم الموجه لها بالنظر إلى الأنشطة المتعددة المقدمة من قبل الهيئات القائمة على النشاط الثقافي أو الشباني.