يعيش سكان قرية «الأمير عبد القادر» المعروفة محليا باسم قرية «الدحاريج» ببلدية «وادي سلي» الواقعة غرب عاصمة ولاية الشلف وضعا اجتماعيا صعبا، وذلك نتيجة للبطالة الخانقة التي تحيياها الشريحة الشبانية، حيث تنعدم الكثير من النشاطات الاقتصادية والتجارية بها، هذا فضلا عن عدم وجود مرافق ثقافية والتي بإمكانها أن تستوعب الأعداد الكبيرة من شباب القرية الذين أضحوا رهينة الجلوس بالمقاهي أو انتظار المقاولات الخاصة لمنحهم فرصة عمل مؤقتة مرتبطة بمدة إنجاز مشاريعهم السكنية وتلك المتعلقة بالتهيئة الحضرية بها. يطالب شباب القرية المذكورة من السلطات المحلية منحهم حق العمل بالمنطقة الصناعية القريبة من قريتهم، فرغم أنها لا تبعد عن مقر سكناهم إلا بأكثر من 3كيلومترات، إلا أن غالبية هؤلاء الشباب لم يحظوا بفرصة العمل بالمؤسسات الاقتصادية والصناعية بالمنطقة هذه الأخيرة التي يفوق عددها ال100 منشأة صناعية واقتصادية، وفي مقابل هذا يقبع عشرات الشباب خاصة منهم عديمي التكوين والتعليم على الهامش، ولم يسمح لهم بممارسة أي نشاط بالمنطقة الصناعية وخاصة في الوظائف والمهن التي لا تتطلب تكوينا متخصصا كأشغال الحراسة، الحفظ والصيانة والتي غالبا ما تحتاج إليها هذه المؤسسات الاقتصادية بحكم التوسع الذي تعرفه المنطقة الصناعية. هذا كما يعيش سكان قرية «الأمير عبد القادر» أوضاعا صعبة نتيجة اهتراء مساكنهم وتدهور وضعيتها لدرجة أنها أضحت تصلح لكل شيء إلا للسكن، ذلك أن أغلبها مبني من الطوب وصفائح الزنك، إذ لم يستفد هؤلاء السكان إلا من عدد ضئيل من الإعانات الموجهة للسكنات الريفية، رغم أن عددهم تجاوز عتبة ال4 آلاف نسمة ولم ترافق هذا الانفجار السكاني تهيئة حضرية أو حتى إنجاز لبعض المرافق الضرورية، وهو ما فرض على هؤلاء قطع مسافات تتجاوز ال10 كيلومترات لسحب رواتبهم ومعاشاتهم من مركز البريد بعاصمة البلدية، فضلا عن استخراج الوثائق الإدارية المختلفة المتعلقة بالحالة المدنية في ظل غياب فرع بلدي بالقرية رغم مناشداتهم المستمرة للمسؤولين في الوقوع على واقعهم المعيشي الصعب. وحسب عدد من السكان الذين التقت بهم "الأيام" فإن ما عمق من معاناتهم هذه غياب التغطية الصحية على مستوى قريتهم، فرغم ارتفاع معدل الكثافة السكانية بها إلا أن ذلك لم يشفع لها أمام المسؤولين لتدعيمها بمركز صحي يخفف المعاناة عنهم قليلا خاصة بالنسبة لكبار السن والنساء الذين يضطرون إلى كراء السيارات للتنقل إما إلى مركز البلدية أو إلى مدينة الشلف قاطعين بذلك مسافة تزيد عن ال15 كيلومتر، متحملين بذلك تكاليف مضاعفة لإجراء أبسط الاستشارات الطبية من جهة، وابتزازات "الكلونديستان" الذين لا يهمهم من وراء ذلك إلا تحقيق أكبر قدر من الربح.