يعقد اليوم قادة التحالف الرئاسي اجتماع لقمة التحالف يتسلم خلالها حزب جبهة التحرير الوطني الرئاسة الدورية للتشكيلة الثلاثية من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بعد تأخر دام قرابة السنة وانقضاء المدة المحددة في القانون الأساسي للتحالف والمقدرة بثلاثة أشهر، ويأتي استلام الأفلان للرئاسة الدورية في ظرف يتميز بصراعات يعيشها الحزب العتيد بسبب إعلان بعض قيادييه عن ما اصطلح على تسميته بحركة التقويم والتأصيل والانقلاب عن القيادة الحالية للحزب. يجتمع اليوم القادة الثلاثة لأحزاب التحالف الرئاسي بمقر حزب جبهة التحرير الوطني لاستلام الأفلان الرئاسة الدورية من عند حزب التجمع الوطني الديمقراطي، في وقت كان يفترض أن تعود فيه الرئاسة إلى حركة مجتمع السلم لو احترمت التشكيلات الثلاثة القانون الأساسي للتحالف الذي حدد مدة الرئاسة بثلاثة أشهر. إلا أن المشكل الرئيسي المطروح على مستوى التحالف الرئاسي هو عدم احترام القادة للقانون الأساسي في شقه المتعلق بمدة الرئاسة الدورية التي تمتد إلى أكثر من فترتين رئاسيتين لتصبح اجتماعات القادة تقريبا سنوية، وانعدام عقد أي لقاءات بين القادة الثلاثة، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من المتتبعين للشأن السياسي إلى التساؤل عن هذا التحالف هل لا يزال قائما فعلا أم هو مجرد هيكل صوري تجاوزته الأحداث، حتى أن اللجنة التساعية المنبثقة عن التحالف لم تعد هي الأخرى تجتمع حتى فيما يخص بعض القضايا الطارئة أو مشاريع القوانين المهمة مثل قانون المالية أو بيان السياسة العامة الذي عرضه مؤخرا الوزير الأول على نواب المجلس الشعبي الوطني والذي يحتاج إلى تنسيق في المواقف والآراء، على عكس ما كان سابقا أين كانت هذه اللجنة تلتقي دوريا وتناقش كل القضايا التي تطرح في لقاءات القمة الأمر الذي استغنت عنه، وفسره الملاحظون ب«تراجع التحالف وتخليه عن أدواره وهو يعيش فترة من الجمود والخلافات غير المعلنة تجاه العديد من القضايا التي لا تزال تهدد استقراره». بالعودة إلى المشاكل التي تسببت في خلافات بين القادة خلال الفترة الأخيرة والتي ظهرت جليا خلال انعقاد القمة الأخيرة للتحالف في 3 فيفري الفارط عند استلام الأرندي للرئاسة الدورية من عند حركة مجتمع السلم نجد إبرام الأرندي لاتفاق كان أشبه بتحالف ظرفي مع حزب العمال أمرا لم تستحسنه لا حركة مجتمع السلم ولا حزب جبهة التحرير الوطني بدرجة أكثر، والذي ترجم إلى رسائل مشفرة من طرف كل من رئيس حمس «أبوجرة سلطاني» والأمين العام للأفلان «عبد العزيز بلخادم» رد عليها الأمين العام للأرندي بكل برودة أعصاب، وهو الظهور الأخير للتحالف ليغيب بعدها عن كل النشاطات لمدة 10 أشهر كاملة رغم أن الساحة الوطنية ميزتها نشاطات كثيرة إلا أن التنسيق بين التشكيلات الثلاثة كان غائبا، وحاول القادة الثلاثة تبريره وحصره في كثافة أجندة القادة ونشاطات الأحزاب الثلاثة التي كانت منشغلة خلال فترة الصيف بأمورها التنظيمية وهو التبرير الذي قدمه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني «عبد العزيز بلخادم» الذي أكد أنه هو من طلب تأجيل القمة بسبب انشغال حزبه بعملية تجديد الهياكل وما صاحبها من مشاكل وخلافات.