يستلم اليوم حزب جبهة التحرير الوطني الرئاسة الدورية للتحالف الرئاسي من حزب التجمع الوطني الديمقراطي بعد مرور أكثر من 10 أشهر على آخر لقاء قمة جمع القادة الثلاث عبد العزيز بلخادم، أحمد أويحيى وأبوجرة سلطاني في بيت الأرندي. يأتي استلام الأفلان للرئاسة في وقت كان يفترض أن تعود فيه إلى حركة مجتمع السلم بسبب عدم احترام التشكيلات السياسة الثلاث القانون الأساسي للتحالف الذي يحدد مدة الرئاسة الدورية بثلاثة أشهر، وتحول التأخر في عقد لقاءات القمة بين قادة التحالف في السنوات الأخيرة إلى تقليد إلا أن التأخير هذه المرة كان لافتا، فاللقاءات التي يفترض أن تكون كل ثلاثة أشهر تكاد تتحول إلى لقاءات سنوية، حيث تعود آخر قمة جمعت زعماء أقطاب التحالف إلى شهر فيفري الفارط عندما استلم أحمد أويحيى الأمين العام للأرندي الرئاسة من رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني. التذبذب في لقاءات قادة التحالف الرئاسي دفع الكثير من المتتبعين للشأن السياسي الوطني إلى التساؤل عن مستقبل هذا الإطار السياسي، خاصة وأن الهيئات المنبثقة عن التحالف الرئاسي بدورها لم تعد تجتمع في الفترة الأخيرة على غرار هيئة التنسيق التي تضم 3 قيادات عن كل تشكيلة سياسية رغم أن الساحة السياسية الوطنية عرفت مؤخرا عديد من الأحداث الهامة مثل عرض بيان السياسة العامة على نواب المجلس الشعبي الوطني والذي يحتاج إلى تنسيق في المواقف والآراء وكذا مناقشة مشروع قانون المالية والمصادقة عليه، على عكس ما كان سابقا حيث كانت هذه اللجنة تلتقي دوريا وتناقش كل القضايا التي تطرح في لقاءات القمة، الأمر الذي استغنت عنه وفسره الملاحظون بتراجع التحالف. ويعتبر إبرام الأرندي لاتفاق كان أشبه بتحالف ظرفي مع حزب العمال في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة من وجهة نظر المتتبعين أهم أسباب الخلاف بين قادة التحالف الرئاسي خلال الفترة الأخيرة، حيث بدا الخلاف جليا في القمة الأخيرة المنعقدة في 3 فيفري الفارط عند استلام الأرندي الرئاسة الدورية من عند حركة مجتمع السلم، فالاتفاق أثار حفيظة الأفلان وحمس على حد سواء، وهو ما ترجم في شكل رسائل مشفرة من طرف كل من رئيس حمس أبوجرة سلطاني والأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم.