تعرف محطات النقل الحضري عبر مختلف ربوع ولاية تيزي وزو من شرقها إلى غربها تدهورا كبيرا انعكس سلبا على نوعية الخدمات المقدمة، ويعود سبب ذلك بالأساس إلى عدم إيلاء السلطات المحلية اهتماما بوضعيتها المزرية، وإذا كانت بعضها قد استفاد من عمليات إعادة اعتبار إلا أن الأشغال لم ترقى إلا المستوى المطلوب. وهو ما يفسر عدم جدوى سياسة "البريكولاج" المعتمدة، وما زاد الطينة بلة الفوضى العارمة التي تعرفها بفعل استفحال المزابل هنا وهناك، والتي حولتها إلى شبه مزابل فوضوية، هذا إلى جانب عدم صلاحية أرضياتها فهي أقرب إلى الوصف ب"الكارثية"، بالنظر إلى امتلائها بالحفر التي تتحول أثناء نزول المطر إلى برك ومستنقعات مائية تعرقل حركة سير الناقلين الذين أبدوا استياءهم من وضعية أرضية المحطات لاسيما أن الجهة الوصية لم تكلف نفسها عناء إصلاحها وهو ما يلمس على مستوى محطة المدينة ومحطات «بوغني»، «ذراع الميزان» و«ذراع بن خدة» ومثيلاتها بالولاية كثرات، بحيث تمتلئ أرضيتها بالأوحال والبرك العميقة التي زادت من عمق الحفر مع مرور الوقت لدرجة تهديد الناقلين بشن احتجاجات في حالة عدم إصلاحها، وما يعزز ضعف الخدمات بمحطات النقل الحضري غياب الأمن بفعل انتشار عصابات أشرار تعمل على استهداف كل ما يحوزه المسافرون من ممتلكات تفيدهم، هذا زيادة على التحرشات التي تخدش الحياء وتسيء إلى الحرمات من قبل بعض المنحرفين والشباب والطائش، وهو ما زاد من استياء وتذمر الناقلين والمسافرين على السواء، الانتشار الفادح للنفايات المبعثرة على الأرضية، وهو ما سمح بتحولها إلى مزابل عمومية، دون أن نشير إلى العجز المسجل في عدد الحافلات والتي صارت لا تستوعب قاصديها من المواطنين ومن الحافلات أيضا، وهو ما يؤدي إلى نشوب شجارات عنيفة بين المواطنين الذين يسعى كل واحد منهم وعلى طريقته الظفر بمكان داخل الحافلة. خاصة منهم أولئك المتجهين إلى المناطق الجنوبية في ظل انعدام الخطوط، وتبعا لما تقدم ذكره يبدو أن مديرية النقل بتيزي وزو مطلوبة إلى التدخل وبقوة للوقوف في أقرب على واقع مختلف المحطات بهدف تسوية ما يمكن من مشاكل، على اعتبار أنها تحول دون توفير خدمات نقل تكون على الأقل في المستوى حتى لا نقول جيدة على حد تعبير عدد ممن اقتربت منهم "الأيام" وحاورتهم في الموضوع قيد الطرح.