أفادت مصادر نقابية أن القيادات التي سبق وأن أعلنت انشقاقها عن المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي «كناس»، تُحضرّ حاليا للإعلان عن تأسيس نقابة جديدة في القطاع دون أن تكشف عن طبيعة التسمية التي اختارتها، وأوردت أيضا أنه من المتوقع أن يتم عقد المؤتمر التأسيسي مباشرة مع حلول العام الجديد، لكنها ربطت ذلك بمدى استكمال التحضيرات والإجراءات التنظيمية والقانونية. قرّرت القيادات السابقة في المكتب الوطني والمجلس الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي العودة إلى النشاط النقابي من باب جديد يتعلق بإنشاء نقابة موازية في القطاع لكل من «الكناس» بقيادة «عبد المالك رحماني»، وكذا النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين التي يرأسها «مسعود عمارنة» والتي تنضوي تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ويأتي هذا الخيار بعد خمس سنوات من الانقطاع بسبب الخلافات التي نشبت مع القيادة الحالية ل «الكناس». وتُفيد المعلومات التي وردت «الأيام» بأن التنظيم الجديد الذي يجري التحضير لإعلان تأسيسه سيكون بقيادة الأستاذ «فريد شربال» الذي يُدرّس بجامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا «هواري بومدين»، وهو من الوجوه التي عارضت العودة إلى طاولة الحوار مع وزارة التعليم العالي قبل حوالي خمسة أعوام ما تسبب في شقاق غير مسبوق في صفوف «الكناس» وأدى حينها إلى فصل القيادات المعارضة للحوار. وبموجب هذه التطوّرات فإنه من المرتقب، حسب مصادرنا، أن ينعقد المؤتمر الوطني التأسيسي لهذا التنظيم النقابي خلال شهر جانفي الداخل، وليس مستبعدا أن يكون خلال يومي 6 و7 من ذات الشهر في حال ما إذا انتهت كافة التحضيرات الجارية على قدم وساق منذ مدة، وحسب أحد النقابيين النشطين في عملية التحضير، فإن هدف إنشاء النقابة هو إعطاء دفع جديد للجامعة الجزائرية عبر تكييف وتحيين مهامها مع التطورات الحاصلة على كل المستويات وعدم الاقتصار فقط على الجانب المطلبي الذي انحصر في السنوات الماضية حول الأجور وتحسين الظروف الاجتماعية للأستاذ. ومن دون الخوض حول احتمالات حصول هذا التنظيم على الاعتماد بالنظر إلى كون الوجوه التي تقوده معروفة بمواقفها الحادة من سياسة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، رغم أن النشاط النقابي حق مكفول دستوريا، فإن مصادر من داخل الإطارات التي تُحضّر ملف الاعتماد أشارت إلى أن الزيادات الأخيرة في الأجور التي استفاد منها الأساتذة الجامعيين تستدعي عمليا إعادة النظر فيما يُقدمه الأستاذ ومنه ضرورة إعطاء الأهمية أكثر لجانب البحث قصد الرفع من مستوى الجامعة الجزائرية. ويبقى جديرا بالإشارة إلى أن النواة الأساسية للنقابة الجديدة التي يعتزم الأستاذ «فريد شربال» تتشكل من قيادات نقابية تنشط على مستوى جامعات باب الزوار والبليدة وسيدي بلعباس، وقد خاضت في السنوات الماضية حركات احتجاجية واسعة شلّت حركة التدريس وكانت وراء إضراب الأربعة أشهر، وأهم ما تتميّز به هو التجنيد للأساتذة، لكن أمام تغيّر الظروف فإن احتمالات إعادة تلك السيناريوهات تبقى ضئيلة نسبيا. وكان المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي لجأ منذ الإعلان بشكل رسمي عن مضمون النظام التعويضي الجديد للأساتذة والأساتذة الباحثين الجامعيين، إلى اعتماد التهدئة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وقد عبّر عن موقفه بوضوح في أعقاب الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» بولاية ورقلة بمناسبة افتتاح السنة الجامعية الحالية، بعد أن أصدر بيانا أشاد من خلاله القرارات المتخذة، معتبرا الزيادات التي مست نظام المنح والتعويضات تاريخية.