علمت »صوت الأحرار« من مصدر موثوق أن تنسيقية فروع المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي »الكناس« التي يرأسها الأستاذ فريد شربال، المنشقة عن نقابة المجلس، التي يرأسها الأستاذ عبد المالك رحماني، هي الآن بصدد التحضير لمؤتمر تأسيسي لنقابة وطنية مستقلة جديدة بالتعليم العالي، موازاة مع نقابة ال»كناس«، والنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، ويُرجّحُ أن تعقد هذا مؤتمرها يومي 6 و7 جانفي الداخل، في العاصمة. يُنتظر أن تُعلن رسميا تنسيقية فروع ال»كناس« المنشقّة عن النقابة الأم، المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي، عن تأسيس نقابة وطنية مستقلة جديدة في قطاع التعليم العالي، وللنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، التي يرأسها الأستاذ مسعود عمارنة، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين. وحسب مصدرنا، فإن تنسيقية فروع ال»كناس« هي الآن بصدد التحضير للمؤتمر التأسيسي، الذي يُرجّحُ أن تعقده يومي 6 و7 جانفي الداخل، في العاصمة، ويشارك فيه مندوبون من كل الولايات، وستنبثق عنه قيادة وطنية جديدة عن طريق الإنتخاب، تكون ممثلة لكامل مؤسسات التعليم العالي عبر الوطن. وعن الأسباب التي دعت التنسيقية إلى تأسيس هذه النقابة، قال مصدرنا أننا نريد أن نُنظّم أنفسنا أكثر ضمن إطار نقابي جامعي مستقل ومتميز، وسنسعى إلى العمل كشريك اجتماعي مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمين وسائر الجهات الرسمية المعنية الأخرى، وسنناضل من أجل تحقيق»دمقرطة« التسيير الخاص بالهياكل والمؤسسات الجامعية، ولابد من العودة إلى مبدأ الإشراك الحقيقي لأساتذة التعليم العالي في تسيير الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، ولن يتأتّى هذا إلا عن طريق الانتخاب، وهو الخيار الذي اتّبع لسنوات، وتمّ التخلي عنه فيما بعد. الأمر الثاني لتأسيس هذه النقابة وفق ما أضاف محدثنا أنه لابد من أن يواكب العمل النقابي التطورات الحاصلة في قطاعات التعليم العالي داخليا وخارجيا، ولا يجب أن تظل النقابات حبيسة النشاطات والنضالات المطلبية المهنية الاجتماعية، والدعوة إلى هذا الأمر مثلما قال مصدرنا لا يعني أن النقابة المُراد تأسيسها سوف تتخلى عن الأمور المطلبية، بل ستُبقي دفاعها على كافة الأمور المطلبية المهنية والاجتماعية، وفي نفس الوقت ستسعى لفرض وجودها كقوة اقتراح في تسيير القطاع. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن فريد شربال، الذي هو من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار ومجموعة من زملائه في القيادة الوطنية السابقة لل»كناس«، المنضوين اليوم في تنسيقة فروع ال»كناس« هم الذين يقفون وراء تحقيق هذا التأسيس النقابي الجديد. ومثلما هو معلوم، فإن النواة النشطة لهذه المجموعة متواجدة أساسا بجامعة باب الزوار على وجه الخصوص، وجامعتي سيدي بلعباس والبليدة، ومراكز جامعية أخرى، وقد سبق لها أن خاضت حركات احتجاجية على هامش تلك التي خاضتها نقابة ال»كناس« الأم، أيام الأستاذ علي بوقرورة، المنسق الوطني السابق، وقد تراجع نشاطها النقابي ضمن إطار التنسيقية، بسبب الانتداب الذي تحصل عليه الأستاذ شربال لتحضير شهادة الدكتوراه خارج الوطن وبعض زملائه الآخرين، وهؤلاء يرون أن الزيادة المحصّل عليها مؤخرا في الأجور عن طريق القانون الأساسي الخاص، ونظام المنح والتعويضات كافية لأن يتوجّه النشاط النقابي لوجهة أخرى، وهي فيما يهدفون إليه تعني المشاركة الفعلية في تسيير الهياكل والمؤسسات الجامعية، وتكريس الديمقراطية الحقيقية في هذا التسيير، وهذا ما يبدو أن وزارة التعليم العالي، والجهات المعنية الأخرى ليست مستعدة حتى هذه اللحظة لمجاراتهم فيه، لأنها ترى أن تجربة الانتخاب لمناصب المسؤولية في هياكل ومؤسسات التعليم العالي جُرّبت لسنوات ولم تُؤت ثمارها، والضغط من جديد على الوزارة الوصية في هذا الاتجاه لا نعتقد أنه سيكون سهلا على هذه النقابة المنتظرة.