هاجم البروفيسور «مصطفى خياطي» رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مدير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها «عبد المالك سايح»، حيث لم يتوان في وصف تصريحاته بأنها «لا تنطبق مع الواقع»، وأكثر من ذلك فقد ذهب إلى حدّ التأكيد بأن هذا الديوان «لا يقوم بأي شيء» للحدّ من انتشار هذه الظاهرة وسط الشباب، مشيرا إلى أن حوالي 1 مليون جزائري مدمنون على استهلاك المخدرات بكل أنواعها. طالب البروفيسور «مصطفى خياطي» بإعادة النظر في مهام وصلاحيات الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، واعتبر أن ما تقوم به هذه الهيئة غير كاف لضمان نجاحها في مهامها، ووصل به الأمر إلى حد التشكيك في المعطيات التي أوردها «عبد المالك سايح» بخصوص عدد المستهلكين الفعليين للمخدرات، وهو ما بدا واضحا عندما قال في حصة «ضيف التحرير» للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية، إن «هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع، ما يعني أن المطلوب في الوقت الراهن هو الخروج من لغة الأرقام والتوجه نحو التجسيد الفعلي لسياسات مدروسة تهدف إلى القضاء على الظاهرة أو التخفيف من حدتها». ولم تتوقف الانتقادات اللاذعة التي جاءت على لسان رئيس «فورام» عند هذا المستوى لأنه أوضح، في ردّ صريح على «سايح»، أنه «للأسف، نحن لا نقوم بأي شيء على مستوى الواقع للحد من هذه الظاهرة، فلنتوقف عن تقديم الأرقام ولنتوجه نحو العمل..»، مطالبا بضرورة ما أسماه «بلورة إستراتيجية مشتركة واستحداث آليات تنسيق على الصعيد الوطني بين جميع الجهات المعنية بمحاربة آفة المخدرات»، ليُضيف أن «بقاء الديوان تحت وصاية وزارة العدل سيفقدها الكثير من الامتيازات». وتأتي تصريحات البروفيسور «خياطي» بعد أيام قليلة فقط من تلك التي أدلى بها المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها «عبد المالك سايح»، حيث كشف خلالها عن بعض المؤشرات التي أسفر عنها التحقيق الوطني الوبائي حول الظاهرة، وقال إنه أثبت وجود ما بين 250 ألف و300 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة يستهلكون المخدرات. وحسب «مصطفى خياطي» فإن التأكيد بأن العدد الذي أورده «سايح» بخصوص متعاطي المخدرات في الجزائر «غير صحيح»، ورجح في المقابل أن تصل الأرقام الحقيقية إلى ضعف ما قدّمه مدير ديوان مكافحة المخدرات، لافتا إلى أن فئة الشباب ما بين 15 و30 عاما هي الأكثر استهلاكا لها، مثلما تحدّث بالمناسبة عن فئة النساء اللواتي يتعاطين هذه السموم، وأوضح أن نسبتهن في ارتفاع مستمر، وقدم مثالا على ذلك أن نسبة النساء اللواتي يتعاطين المخدرات في بعض أحياء العاصمة فقط مثل دالي إبراهيم وبن عكنون تصل إلى 17 بالمائة. إلى ذلك دعا المتحدّث إلى وجوب التفريق بين استهلاك المخدرات بشكل ظرفي أو دائم، وتابع «هذه الظاهرة تُصنف ضمن خانة الآفات الديناميكية والتي تتطور بشكل سريع، وعدد مستهلكي المخدرات قابل للارتفاع إلى غاية مليون شخص»، قبل أن يُشير في هذا الشأن إلى أنه «حتى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 سنة، أصبحوا ضحايا لهذه السموم، وخصوصا أولئك الذين يعيشون في الشوارع، وهو الأمر الذي يستوجب تولية الظاهرة اهتماما لائقا لمحاربتها بطريقة فعالة». كما أعاب رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث على الديوان الذي يُديره «عبد المالك سايح» إهماله للحملات التحسيسية والإعلامية وحتى الوقائية، مذكرا بأن «الفورام» أطلق برنامجا للتكوين مربين في أحياء العديد من الولايات، في محاولة لرفع الحس المدني وإدراك الأخطار التي قد تنجر عن التمادي في الإدمان على المخدرات، معترفا بأن هذه الحملة وجدت تجاوبا ودعما من طرف المسؤولين.