لا يزال التجار الفوضويين يغزون شوارع وأرصفة مدينة تيزي وزو بشكل ملفت للانتباه وهو ما جعلها تتحول إلى سوق كبير يشمل مختلف نواحي المدينة، وهو ما أدى إلى شل حركة المرور بالمدخل الرئيسي للبلدية ووسط المدينة، وتسبب في الآن نفسه في استياء الوافدين إليها. فالزائر لمدينة تيزي وزو أول مرة سرعان ما يصطدم بالانتشار الكبير للمحلات الفوضوية بالمحطة الرئيسية للبلدية، والتي تحولت بدورها إلى فضاء تجاري بعدما غزا هؤلاء التجار أرصفة المحطة وتحويلها إلى محلات تجارية، وهو ما يضطر المسافرين إلى الانتظار بطريق المحطة بدل الأرصفة، الغريب في الأمر أن هذه الظاهرة لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت إلى أبعد من هذا لتشمل أيضا مختلف شوارع المدينة بدأً بالطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة الذي تحوّل بدوره إلى فضاء تجاري، فقد احتل التجار الأرصفة وأصبح المواطن مضطرا للسير في الطريق ومزاحمة السيارات على حد تعبير العديد من المواطنين الذين اقتربنا منهم لتقصي آرائهم حول الموضوع، حيث تفنن كل تاجر في طريقة عرض منتوجه ولم تسلم حتى الأشجار المتواجدة بالرصيف من الظاهرة، إذ يتم تعليق الملابس على الأشجار قصد استقطاب الزبائن. وهي نفس الوضعية التي تعرفها أرصفة الشوارع المحاذية لمستشفى «نذير محمد» الذي يشهد توافد عدد من المواطنين من مختلف الأماكن، ليجد التجار فرصة لتحويله إلى مركز تجاري مثلما هو الحال على مستوى مدرج الملعب الذي يبعد عن المستشفى ببضعة كيلومترات والذي تحول إلى سوق فوضوي يرتاده يوميا العديد من الزبائن نتيجة انخفاض أسعار المنتوجات المعروضة فيه مقارنة بالمحلات التجارية، وقد توسعت رقعة السوق اليومي وأصبح كل محل تجاري متخصص في نوع معين من المنتوجات خاصة لوازم العروس، فرغم أن «الزنيقة» معروفة بضيق طريقها واهترائه إلا أن ذلك لم يمنع التجار من عرض سلعهم، حيث أكد عدد من التجار أنها الطريقة الوحيدة لكسب قوت يومهم في ظل غياب مناصب الشغل، وقال آخرون إنها الطريقة الوحيدة التي تنجيهم من طريق الانحراف وتعاطي المخدرات التي أخذت في الاتساع بالمدينة، وفي هذا الصدد لا يكاد يخلو يوم إلا ويتداول فيه خبر تمكن مصالح الأمن من توقيف أحد مروجي المخدرات. من جهتهم أبدى عدد من المواطنين القاطنين بمحاذاة هذه المناطق التجارية استياءهم الشديد من تزايد الظاهرة في الاتساع، في ظل التزام الجهات الوصية الصمت، وقال محدثونا أنه في العديد من المرات يجدون صعوبة كبيرة في نقل المريض نتيجة صعوبة السير بالسيارة بالحي مثلما هو الحال بمستشفى «نذير محمد»، ما يعني أنه لابد على هؤلاء التجار رفع منتوجاتهم المعروضة حتى تتيسر حركية المرور للمركبات والراجلين على السواء، هذا كما أضاف هؤلاء أنهم يضطرون إلى ركن سياراتهم بعيدا عن المنازل في أماكن عمومية تحولت إلى مواقف إجبارية، وهذا يضطرهم إلى دفع ثمن ركن السيارة بدلا من تعرضها للكسر، وأشار أحدهم إلى أنهم لا يعارضون انتشار مثل هذه الأسواق التي يجد فيها المواطن البسيط ضالته لكنهم يطالبون السلطات المعنية بتحويلهم إلى مكان آخر لا يسيء للمارين ولا للمحيط، للإشارة.