وجد الباعة الفوضويون الذين يغزون مدينة تيزي وزو في الأرصفة التي تم ترميمها مؤخرا فضاء جديدا لممارسة نشاطهم غيرالقانوني المتمثل في التجارة الموازية. إذ إن شارع عبان رمضان الذي يشكل الشريان الرئيسي للمدينة يعرض الباعة فيه سلعهم في فوضى عارمة واكتظاظ واختناق في حركة المرور سواء بالنسبة للمواطنين أو السيارات، حيث إن المواطنين لا يجدون مكانا لسير بالرصيف فيضطرون للنزول إلى الطريق مما يثير نرفزة السائقين عندما يجدون الطريق مكتظة بالمشاة. وما يثير الانتباه هو أنه رغم التدخلات المتكررة لمصالح الأمن المعنية لإخلاء الطريق من هؤلاء الباعة إلا أنهم سرعان ما يعاودون احتكارهم لها من جديد، خاصة وأنها أصبحت مع ترميمها أكثر سهولة للاستعمال، حيث إن الغبار والمياه الملوثة لم يعد لها وجود. حتى ولم تم طرد هؤلاء الباعة من شارع معين فإنهم يغيّرون الوجهة إلى شارع آخر على مستوى المدينة، فإن لم يعرض هؤلاء سلعهم بحي ليجوني بقلب مدينة تيزي وزو فإنهم يعرضونها بمدوحة، وإلا يعرضون ما بحوزتهم من سلع بالقرب من محطة المسافرين البرية للمدينة. وهكذ يظل العون المكلف بمحاربة التجارة الموازية في لعبة القط والفأر مع هؤلاء الشباب الذين دفعتهم أزمة البطالة الخانقة إلى ممارسة مثل هذا النشاط لكسب لقمة العيش. للإشارة، فإن مدينة تيزي وزو ليست الوحيدة التى تعاني من هذه المشكلة، فحتى مدينة ذراع بن خدة هي الأخرى تعاني المشكلة نفسها، خاصة مع ما أقدمت عليه بلدية ذراع بن خدة مؤخرا حيث تم القضاء على السوق الفوضوية للألبسة والتي كثيرا ما شكلت إزعاجا بالنسبة لأصحاب المحلات التجارية بالمدينة. وبعد تدمير هذه السوق الفوضوية فإن الباعة لم يجدوا من حل سوى البحث عن مكان آخر لمواصلة نشاطهم على مستوى مختلف الزوايا التابعة لمدينة ذراع بن خدة، حيث إن هؤلاء الباعة ومع نهاية اليوم يتركون نفاياتهم بالأماكن التى مارسوا فيها نشاطهم.