أصبحت الوضعية الحالية التي يعاني منها سكان قرية «قوادرية» المتواجدة ببلدية «أولاد موسى» جنوب شرق بومرداس لا تطاق، وذلك بالنظر إلى جملة النقائص التي تواجه آلاف العائلات بها والتي أصبحت تنغص عليهم يومياتهم دون أن يشهد أي نوع من التدخلات من قبل الجهات الوصية وبالشكل الذي يكفل لهم توديع تلك المعاناة إلى الأبد. الزائر للقرية يتفاجأ بانعدام وسائل النقل انطلاقا من القرية ووصولا إلى مركز البلدية، وفي هذا الصدد تحدث عدد من السكان الذين التقت بهم "الأيام" عن المتاعب التي يلاقونها جراء غياب واقيات بالموقف الذي يعتبرونه كمحطة في ظل غيابها بهذه القرية المهمشة والمنسية منذ سنوات عدة على حد قولهم. هذا ناهيك عن عزوف الناقلين عن الدخول إلى القرية خوفا من تعرض مركباتهم إلى أعطاب، نتيجة الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها طرقات القرية، وتبدو واضحة للعلن خلال الأيام الشتوية الماطرة، ذلك أنه وبمجرد نزول أولى القطرات من المطر تتحول الحفر بها إلى مستنقعات وبرك مائية يستحيل المشي فيها، وهو ما زاد من معاناة السكان خاصة منهم تلاميذ المدارس الذين يلاقون صعوبات كبيرة نتيجة حالة الطرقات المزرية، حيث يجدون صعوبة في الالتحاق بمدارسهم خاصة في ظل انعدام وسائل النقل المدرسي، من جهة أخرى يفتقد سكان قرية «قوادرية» لشبكة غاز البوتان وهي المادة التي لا يمكن الاستغناء عنها خاصة في هذا الفصل البارد من أجل التدفئة خصوصا، ما جعل سكانها يكابدون الويلات في فصل البرودة من خلال البحث عن قارورات الغاز، كما أنهم بحاجة إلى قاعة علاج لوضع حد لتنقلاتهم إلى غاية المستشفيات الأخرى من أجل العلاج. كما تعد شبكة صرف المياه القذرة أهم مطلب لدى العائلات، حيث تعتمد هذه الأخيرة على الحفر للتخلص من الفضلات، وكثيرا ما تتسبب سيولها الجارية أمام البيوت في خلافات ومناوشات بين بعضهم، وتبرز تخوفات كبيرة من انتشار الأوبئة خاصة بين الأطفال الذين يجدون ضالتهم في اللعب بالقرب منه. كما أن غياب الإنارة العمومية بهذه القرية زاد من معاناة سكانها، تزداد خطورة الوضع مع اغتنام اللصوص الفرصة ليمارسوا عملياتهم المتمثلة في السطو والسرقة على المنازل والممتلكات، وذلك بالاستعانة بالسلاح الأبيض مهددين ضحاياهم من أجل الحصول على ما يريدون، وتبعا لما سلف يرى ذات المتحدثون أهمية التفاتة السلطات المعنية لحالتهم المزرية لتخليصهم من تداعيات النقائص المسجلة من خلال التجسيد الفعلي للوعود التي سبق وسمعوها من قبل المسؤولين.