تحولت ظاهرة انتشار الأوساخ والفضلات المنزلية ببعض أحياء بلدية "ذراع الميزان" حوالي 50 كيلومترا عن مقر ولاية تيزي وزو جنوبا، إلى نقطة سوداء تعاني منها البلدية المذكورة سالفا، حيث يبقى مشكل جمع القمامات مطروحا بشدة في العديد من الأحياء السكنية، التي تغيرت صورتها الجمالية بشكل كارثي. وأصبحت تعيش تحت رحمة القمامات المنتشرة عبر مختلف أرصفة وشوارع البلدية المذكورة، ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بحيي "لكابير" و"بوفحيمة" وكذا الطرقات التي تربط مقر بالبلدية بمستشفى "كريم بلقاسم" وغيرهما من الأحياء المنتشرة عبر تراب البلدية، والتي تنتشر فيها المزابل الفوضوية ومجاري المياه القذرة التي أغرقت الأحياء في الوحل والروائح الكريهة التي تنفر منه الناس، خاصة القادمين من المناطق الأخرى على غرار"بوغني"، "واضية" و"آيت يحي موسى"، وتشكل بذلك ديكورا يوميا للأحياء الحضرية، الظاهرة مست أيضا العديد من أحياء جنوبالمدينة" كتازروت" و"عواوضة"، حيث تتراكم بالشوارع الرئيسية أكياس من القمامات التي تنتشر هنا وهناك، وهو الأمر الذي ساعد على انتشار الفوضى من جهة، والقمامات على حواف الطرقات من جهة أخرى. ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، إضافة إلى تكاثر الحشرات الضارة والسامة على غرار الناموس والبعوض، وكثرة الحيوانات الضالة مثل الكلاب والقطط، التي أصبحت تهدد سلامة المواطنين خصوصا الأطفال الذين يتنقلون إلى المدارس يوميا في المنطقة، ومن جهتها لم تسلم بعض المؤسسات التربوية والصحية من هذه الظاهرة، حيث تنتشر أمامها مزابل فوضوية مثل مستشفى "كريم بلقاسم" وكذا ثانويات المنطقة بالإضافة إلى الأسواق التي ينتشر فيها هذا النوع من القمامات كالطفليات دون تدخل السلطات المحلية، والشيء الذي زاد من حدة الأمر هو الإضراب الذي أقدم عليه موظفي البلديات في ولاية "تيزي وزو" هذه الأيام، الشيء الذي أساء بشكل رهيب للمحيط وأضر بالصحة العمومية للسكان، وساعد على تكاثر الحشرات مما تسبب في ظهور أمراض عديدة خاصة "الليشمانيوز" الخطير. أين أضحى مواطني العديد من أحياء بلدية "ذراع الميزان"، يعانون من اجتياح الناموس حتى في فصل الشتاء ناهيك عن فصل الصيف، رغم أن السلطات البلدية قامت بالعديد من العمليات الهادفة إلى تحسين الوضع، وذلك من خلال إعادة تنظيم عمليات التنظيف، وتسيير جمع القمامات المنزلية ودعم مصلحة النظافة والصحة بوسائل مادية وبشرية، غير أن كل تلك الجهود الميدانية ذهبت أدراج الرياح، بسبب انعدام التوعية لدى العديد من المواطنين الذين زادوا من الأمر خطورة ولا يبالون من أي شيء، خاصة العاملين في السوق الأسبوعي للبلدية والذين يقدمون على رمي الفضلات والأوساخ الناتجة عن السلع واللحوم في عين المكان أمام المارة.