استبعدت الأمينة العامة لحزب العمال «لويزة حنون» امتداد عدوى الانتفاضات الشعبية التي عرفتها تونس وبعدها مصر إلى الجزائر، وقالت إن الرئيس «بوتفليقة» ليس بن علي أو حسني مبارك، لأن «بوتفليقة» مثلما تذهب إليه «حنون» لديه سلطة اتخاذ القرارات وقادر على تأسيس أرضية ثقة بين المواطنين والسلطة، وفي تقييمها لمسيرة أمس الأول فقد اعتبرتها فاشلة من كل الجوانب، وقالت إن عدد الصحفيين الذين غطوا الحدث كان يفوق عدد المتظاهرين. استغربت «لويزة حنون»، في ندوة صحفية نظمتها أمس، بمقر حزبها التخوف الذي أبدته السلطات حيال ما وصفته ب«مسيرة مائة شخص»، وتساءلت قائلة «لم أفهم لماذا أبدت السلطات العمومية تخوفها من إمكانية انفلات هذه المسيرة من أيدي مصالح الأمن، وتحولها إلى احتجاجات أشبه بالتي تم تسجيلها في مصر وتونس» رغم أن بوادر فشل هذه المسيرة ظهرت مسبقا للعيان، مثلما تذهب إليه «حنون»، وقالت إن الشعب لا يمكن له الانسياق وراء حزب سياسي نادى في وقت سابق للتطبيع مع إسرائيل، وحرم الشباب من الاستفادة من منحة البطالة وشجع من وصفتهم بالقوى العظمى للتدخل بطريقة غير مباشرة في الشؤون الداخلية للبلاد، في إشارة منها إلى حزب الأرسيدي. ولم تفوت «لويزة حنون» الفرصة دون التوقف عند «مسيرة» أول أمس وتقييمها، وقالت في هذا الشأن «الكل يدرك أن المسيرة التي دعا إليها حزب كان في وقت سابق في الحكومة ومن ثم دخل في المعارضة، فشلت من مختلف جوانبها باعتبار أن عدد الصحفيين الذين غطوا هذا الحدث يفوق عدد المحتجين الذين تنقلوا إلى ساحة أول ماي. واستبعدت «حنون» حسب المؤشرات التي قدمتها إمكانية انتقال عدوى الاحتجاجات التي شهدتها تونس ومصر إلى الجزائر، وبررت هذا الطرح بالتأكيد على أن الظروف الاجتماعية والسياسية القائمة في هاتين الدوليتين الشقيقتين تختلف تماما عن تلك المطروحة في الجزائر، في إشارة منها إلى سعي الحكومة إلى حماية القدرة الشرائية للمواطن، وفتح أكبر عدد من مناصب الشغل في المدة الأخيرة، وهي الإجراءات التي لم يتم اتخاذها - حسبها -في أكبر دول العام رغم أنها لم تعد كافية وفق تطلعات المواطنين . وفي ردها على بعض المواقف والتصريحات التي أشارت إلى لجوء مصالح الأمن إلى استعمال العنف ضد المتظاهرين، كذبت «حنون» هذا الطرح جملة وتفصيلا، وبررت كلامها بالتأكيد على أن ممثلي حزبها تنقلوا إلى ساحة أول ماي يوم المسيرة وأعدوا تقريرا مفصلا في هذا الإطار، وبيّن أن هذه الأقاويل لا تمت بأي صلة للحقيقة. كما اتهمت «حنون» بعض القنوات الأجنبية التي غطت مسيرة 12 فيفري كالجزيرة وفرانس 24 بمحاولتها إملاء المواقف الأجنبية على الشباب الجزائري، وتساءلت في هذا السياق قائلة «لماذا لم تنقل قناة الجزيرة يوما الاحتجاجات التي تشهدها قطر، ولماذا لا تغطي قناة فرانس 24 التجمعات التي شهدتها فرنسا مؤخرا، والتي يؤطرها حوالي 1ملوين شخص خرجوا إلى الشارع للتنديد بنظام التقاعد الجديد.