فتحت أمس «لويزة حنون» الأمينة العامة لحزب العمال النار على حزب الأرسيدي وزعيمه الدكتور «سعيد سعدي» الذي اتهمته ب«تقديم عروض سياسية تهريجية لا تضحك»، كما انتقدت تصريحاته الإعلامية، وقالت إن حزبه عندما شارك في الحكومة صادق على مشاريع قوانين لا تتفق مع توجهاته، وخاطبته قائلة «الذي ليس له ذاكرة لا يفترض أن يمارس السياسة»، كما سخرت «حنون» من رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي عندما قال إنه كان في المعارضة. لم تفوت الأمينة العامة لحزب العمال في اختتام أشغال دورة منظمة الشباب من أجل الثورة، وهو التنظيم الشباني المنضوي تحت لواء الحزب، الفرصة دون الرد على الانتقادات التي وجهها لها الأرسيدي والتهديدات التي تكون قد تلقتها من نائبه نور الدين آيت حمودة، ردّ «حنون» حملته انتقادات لاذعة وجهتها لسعيد سعدي ومن معه ووصفتهم ب«المهرجين»، وأن حزبها يترفع عن الأكاذيب التي صدرت عن هذا الحزب. وقالت حنون «إن الأقنعة قد سقطت وكشفت عن الوجه الحقيقي لهؤلاء والكذب الذي نالنا»، ومن وجهة نظر المتحدثة فإن القوقعة الفارغة هي التي تحدث الضجيج، وأن ما يقوم به «سعدي» هي عروض سياسية تهريجية لا تدعو حتى للضحك، بل إنه بلغ إلى درجة الهذيان الحقيقي، تضيف «حنون»، عندما يقول إن حزبه ممثل في مجلس سيادي ثم يدعو للتدخل الأجنبي في تصريحاته لقناة «بور تي في»، وهو ما اعتبرته «حنون» تناقض صريح، ولم تتوقف «حنون» عند هذا الحد في مهاجمتها لسعدي وحزبه بل اتهمته بإتباع أسلوب نازي. وسخرت «حنون» من دعوات سعدي التي قالت إنه يطلقها من العواصمالغربية، متجاهلا أن «الجزائري يعرف جيدا أين يدفن والديه»، تقول «حنون»، بلهجة عامية في إشارة منها إلى أن الشعب الجزائري واع ويعي جيدا مصلحته ومصلحة بلاده، وذهبت إلى أن سعدي ومن حيث لا يدري قدّم خدمة للجزائريين بهذه الدعوات، وقالت إن في الجزائر اليوم هبة لرفض التدخل الأجنبي، معبر عنها من قبل الجزائريين في الداخل وفي الخارج على حد سواء. واختارت حنون في ردّها على «سعيد سعدي» الاستشهاد بمواقف وملفات الماضي للرجل وحزبه، مذكرة بأنه وعندما كان الدم يسيل في الجزائر خلال العشرية المنقضية وكان حزب العمال مع آخرين ينشدون السلم، كان «سعدي» يختبئ ويقول«اقتلعوا كل من يدعو للسلم»، وأضافت بأن حزب العمال كان كغيره عرضة للتهديدات مع ذلك لم يتاجر بالنضال، كما ذكّرت «حنون» سعدي بمشاركته في الحكومة سنة 1999، بلهجة تهكم مرفوقة بالضحك من تعليقه على الموضوع في تصريحات إعلامية بأن مشاركته كانت بعضوين ملاحظين، وردت عليه بالقول«شاركتم في الحكومة وصوتتم برفع اليدين وليس اليد الواحدة لصالح مشاريع قوانين لا تتماشى مع توجهاتكم، وأضافت «حنون» في مخاطبتها لسعيد سعدي بالقول «من ليس له ذاكرة لا يمارس السياسة». وعن الحراك السياسي الذي تشهده الجزائر قالت «حنون» في حديثها عن دعاة مسيرة أمس «راهم غالطين إذا اعتقدوا أنه في حالة حدوث تصعيد في الموقف ستدعمهم الولاياتالمتحدةالأمريكية»، وواصلت «حنون» هجومها على من يسمون أنفسهم دعاة التغيير بالقول «إن الوقاحة بلغت ببعض رؤساء الحكومات السابقين إلى القول إنهم كانوا في المعارضة عندما كانوا في هذه المناصب»، في إشارة واضحة منها إلى «سيد أحمد غزالي» رئيس الحكومة الأسبق الذي يصنف نفسه اليوم في المعارضة.