تجددت صباح أمس بقسنطينة الاحتجاجات الشعبية لسكان مدن الصفيح والبيوت الهشة عندما خرج المئات من الأشخاص في وقفات احتجاجية بالعديد من المناطق قاموا خلالها بغلق بعض الطرق البلدية والولائية، في حين اعتصم آخرون أمام مقر ديوان الوالي ولم يغادروه إلى غاية استقبال المسؤول التنفيذي الأول بالولاية لممثلين عنهم بينما احتجز سكان حي أولاد عراب مير بلدية ديدوش مراد طيلة نهار أمس. والبداية كانت مع سكان حي الزيادية الذين قاموا بغلق الطريق الرابط بين أعالي قسنطينة ووسطها ردا على قرار البلدية القاضي بإنشاء سوق يومي وآخر أسبوعي داخل الحي، المشروع الذي رفضه السكان على لسان ممثل عنهم وأكدوا بأنهم ليسوا بحاجة لمثل هذه الأسواق وأن حيهم نظيف ويرفضون أن تعمه الفوضى والتجارة الفوضوية التي سيستفيد منها أشخاص لا ينتمون للمنطقة، في حين يدفعون هم ثمن الفوضى التي سيصبح عليها الحي ناهيك عن الأوساخ والروائح الكريهة التي عملوا جاهدين للقضاء عليها في وقت مضى ولم يتمكنوا من بلوغ هدف حي راق ونظيف إلا بشق الأنفس. ذات المتحدث أكد بأن قرارهم لا رجعت فيه وأنهم يرفضون تماما المشروع ولن يسمحوا بإنجازه مهما كانت الظروف، داعين في ذات السياق والي الولاية إلى التدخل السريع وتحويل السوق نحو وجهة أخرى. وسكان الخروب يغلقون الطريق ويهددون بانتحار جماعي من جهتهم عاد سكان البيوت القصديرية والهشة بمدينة الخروب إلى الاحتجاج من جديد وقاموا نهار أمس بغلق الطريق السريع الرابط بين ولاية قسنطينة وقالمة على مستوى منطقة عين النحاس ما تسبب في فوضى عارمة وشلل كبير في حركة السير خلف استياء كبيرا لدى مستعملي الطريق الذين دخل الكثيرون منهم في مشادات وملاسنات كلامية مع المعتصمين كادت أن تتطور لما هو أسوأ رغم تدخل قوات الأمن التي سجلت حضورها بقوة في المنطقة وحاولت تهدئة السكان، غير أنهم رفضوا الحوار تماما كما رفضوا الحديث إلى رئيس الدائرة وطالبوا بحضور والي الولاية شخصيا كي يمنحهم تعهدا بترحيلهم في القريب العاجل وأنهم الأشخاص الذين سيستفيدون من مشروع إنجاز 500 مسكن بمدينة ماسينيسا، مهددين في سياق متصل بأنه وفي حال عدم استجابته لمطلبهم سيدخلون ابتداء من اليوم في إضراب مفتوح عن الطعام على أن يقدموا على انتحار جماعي مستقبلا، في حال رفضت السلطات المحلية الامتثال لمطلبهم الذي قالوا بأنه مشروع ولن يتراجعوا عنه. وسكان البيوت الهشة بعوينة الفول يعتصمون أمام ديوان الوالي هذا وكان ديوان والي ولاية قسنطينة على موعد هو الآخر مع الاعتصام حيث خرج العشرات من سكان البيوت الهشة بعوينة الفول في وقفة احتجاجية تجمعوا خلالها أمام مدخله وطالبوا بمقابلة المسؤول الأول عنه لشرح وضعيتهم وتذكيره بمطلبهم القاضي بترحيلهم من الأكواخ التي يقطنون بها منذ الاستقلال والتنديد ب«التهميش» الذي تعرضوا له طيلة هذه المدة،حيث أنه وبالرغم من المشاريع السكنية العديدة والمدينتين الجديدتين اللتان تم تشييدهما بالولاية إلا أنهم ظلوا دائما الحلقة المهمشة والتي لم يعرها المسؤولون الذين توالوا على رئاسة الهيئة التنفيذية أي اهتمام. السكان وعلى لسان ممثل عنهم ذكروا أنهم ملوا الوعود الكاذبة خاصة التي أطلقها الوالي السابق وأنهم يضعون ثقتهم هذه المرة في شخص الوالي الحالي «نور الدين بدوي» الذي قالوا أنهم سمعوا عنه كل خير على أمل أن لا يخذلهم هو الآخر لأنه لم تعد لهم قدرة على الصبر ولا أحد يحق له لومهم في حال أقدموا على ارتكاب حماقات في المستقبل. وعائلات أولاد عراب يحتجزون مير بلدية ديدوش مراد داخل مقر البلدية من جهة أخرى أقدم سكان قرية أولاد عراب الواقعة بأعالي بلدية ديدوش مراد صباح أمس على احتجاز المير وأعضاء لجنة التحقيق التابعة لمديرية الطاقة والمناجم احتجاجا على تأخر الأخيرة في معالجة قضيتهم المتمثلة في الأضرار البالغة التي مست مساكنهم جراء التفجيرات اليومية داخل المحاجر الأربعة الموجودة بالمنطقة مطالبين في ذات السياق بضرورة ترحيلهم الفوري نحو سكنات جديدة أو توقيف التفجيرات داخل المحاجر. من جهته مير البلدية وفي مكالمة هاتفية أكد أن المحتجين قاموا باحتجازه رفقة بعض المسؤولين من مديرية المناجم داخل مقر البلدية ومنعوه من الخروج دون أن يذكر تعرضه لأي ضرر، مضيفا بأنه تم رفع انشغال السكان للجهات المسؤولة وسيتم دراسته على أن يتم التوصل إلى حل سريع سيتم أخذ رأي السكان فيه قبل تطبيقه.