اختتمت مرحلة الذهاب لأول بطولة محترفة عشية السبت الماضي ، وكانت فيها الأندية ال16 على خط واحد قبل الانطلاق منها من اعتمد السرعة القصوى ومنها من فضل سرعة السلحفاة، ومنها من اعتاد وألف أن تضيع أوراقه بعد كل موسم جيد ، وهذا ما حدث لبطل الموسم المنصرم "مولودية الجزائر" ، وأعلنت مرحلة الذهاب عن تتويج أولمبي الشلف بطلا شتويا مؤقتا ، فيما لا يزال الصراع على أشده في مؤخرة الترتيب، لتبقى مرحلة الإياب محط أنظار الجميع من المتتبعين والأنصار، ومراجعة الحسابات قبل فوات الأوان. أسدل الستار على الشوط الأول من أول بطولة احترافية في الجزائر بسلبياتها وايجابياتها والتحديات أيضا ، وما سجل على مرحلة الذهاب أنها مقبولة من حيث التهديف ، أما المستوى الفني فاعتبره الفنيين أنه متوسط على العموم ، أما النقطة السلبية في هذه المرحلة فهي غياب الجمهور الرياضي عن المدرجات في بعض الملاعب الوطنية. الجولة ال15 والأخيرة لا جديد في المقدمة ولا في المؤخرة الجولة الأجيرة من مرحلة الذهاب التي كانت عشية السبت الماضي ، ولأول مرة تنتهي هذه المرحلة في نهاية شهر فيفري ، وقد عرفت هذه الجولة تأجيل ثلاث مباريات لأسباب متعلقة بالمنتخب الوطني المحلي ، أما باقي المباريات لم تشهد المفاجأة ماعدا تعثر بطل الموسم المنصرم العميد أمام الكناري ، ولم تأتي هذه الجولة بأي تغيير على مقدمة الترتيب أو مؤخرة الترتيب ، في المقابل فقد انتفضت أندية وسط الترتيب والتي حققت فوزا مهما لتخفيف الضغط وأيضا للهروب من المنطقة الحمراء على غرار اتحاد عنابة ومولودية العلمة . 8 أهداف ،22 بطاقة صفراء و2 حمراء خلال هذه الجولة لم يكن الخط الأمامي للأندية في يومه واكتفى بتسجيل 8 أهداف فقط من خمسة مباريات باعتبار تأجيل ثلاثة لقاءات فإن معدل التهديف تحت المتوسط ، أما اللون الأصفر فقد كان حاضرا بقوة أين أشهر الحكام 22 بطاقة صفراء ، وكانت حصة الأسد خلال مباراة القمة بين "العميد" و"الكناري" بسبع بطاقات صفراء ، أم البطاقات الحمراء فكانت مرتين فقط في انتظار أن تلعب المباريات المؤجلة، وأكد كل المتتبعين أن ما كشفته مرحلة الذهاب أن العامل النفسي لدى اللاعبين مازال ناقصا ، وهو ما سيضع الأندية في مأزق كبير خلال مرحلة العودة. مرحلة الذهاب تحقق الأهم للبعض والبقية دقت ناقوس الخطر بإسدال الستار عن أول مرحلة من البطولة المحترفة فإن هناك أندية حققت نتائج ايجابية وأكدت مرة أخرى أن لعب الأدوار الأولى من اختصاصها على غرار البطل الشتوي المؤقت "أولمبي الشلف" ، وكذا الوفاق السطايفي بالإضافة إلى شبيبة بجاية، في المقابل فإن أندية أخرى كانت الحصان الأسود خلال مرحلة الذهاب وحقق الهدف وربما أكثر من هذه الأندية "مولودية سعيدة، اتحاد الحراش، مولودية وهران " ، أما أندية المؤخرة فقد تعودت على هذا السيناريو منذ موسمين تقريبا ، وفي كل مرة لا تحقق البقاء إلا بشق الأنفس وبقدرة قادر في آخر المطاف. العميد ضحية للصراعات بعد كل تتويج لعل أهم نقطة تستوقفنا خلال مرحلة الذهاب هي النتائج التي سجلها بطل الموسم المنصرم ، نادي اسمه "مولودية الجزائر"، أو بالأحرى عميد الأندية الجزائرية الذي مازال يتخبط في صراعات لا آخر لها سواء على المستوى الإداري أو الفني مما جعله يحتل مرتبة لا تنعكس على طموحات الأنصار واللاعبين ، مرتبة لا تليق باسم هذا النادي وربما الأمور تزداد تعقيدا خلال مرحلة الإياب ، والغريب أن المولودية تعيش هذه الأزمات والمشاكل بعد كل تتويج تحقق ، والكل يخشى أن يتكرر سيناريو موسم 1999 ، والذي كان من بعده الكارثة ولعب المولودية في القسم الثاني وعانت الكثير للعودة إلى حظيرة الكبار. 240 هدفا في مرحلة الذهاب استطاع مهاجمي أندية الرابطة المحترفة الأولى تسجيل عدد لا بأس به من الأهداف خلال مرحلة الذهاب التي اختتمت عشية السبت الماضي ، أين تم إحصاء 240 هدفا بدون احتساب المباريات السبعة المؤجلة ، وهو ما يعني أن معدل كل جولة ما يقارب 16 هدفا، وهو معدل متوسط على العموم حسب ما أكد المتتبعين ، في انتظار ما تحمله مرحلة العودة ، والتي من المقرر أن يكون العدد أكثر بكثير نظرا للإستقدامات التي قامت بها معظم الأندية ، وكذا لفترة الراحة التي حضرت فيها الأندية بشكل مكثف لتحقيق انطلاقة حقيقية خلال مرحلة العودة. الجولة ال13 الأضعف على الإطلاق من خلال هذه الإحصائيات تبين أن الجولة ال13 من مرحلة الذهاب هي الأضعف من ناحية التهديف حيث لم يتمكن المهاجمين من تسجيل إلا ثماني أهداف أي بمعدل نصف هدف في كل مباراة ، وهي أضعف نسبة تهديف خلال المواسم الأخيرة ، وتليها الجولة الثانية عشر بتسع أهداف فقط ، والجولة الحادية عشر ب11 هدفا أما باقي الجولات فإن معدل التهديف كان مقبولا. الجولة السادسة الأحسن بهجوم من نار أما أحسن جولة من حيث معدل التهديف هي الجولة السادسة ، فقد كان أقدام ورؤوس المهاجمين من نار أين تمكنوا من هز شباك الحراس 23 مرة ، أي بمعدل 1.5 هدف في كل مباراة ، وهو أعلى معدل تهديف إلى حد الآن ، وتأتي بعدها الجولة التاسعة التي شهدت تسجيل 22 هدفا، بالإضافة إلى الجولة الأولى والجولة الثامنة والرابعة عشر بتسجيل 20هدفا . "جمعية الشلف" و"وفاق سطيف" المرشحان لنيل اللقب في غياب الأندية التي كانت مرشحة على الورق قبل انطلاق الموسم الكروي ، استطاع نادي "جمعية الشلف" من تحقيق اللقب الشتوي المؤقت تحت قيادة مدرب محنك عاد إلى البساط الأخضر بعد غياب طويل، ويبقى الفريق الشلفي من الأندية المرشحة لنيل أول لقب للبطولة الاحترافية بعد قطع الشوط الأول بسلام وتسجيل نتائج أخلطت حسابات الأندية المختصة في العمليات الحسابية منذ مواسم مضت ، وإن كانت "جمعية الشلف " أول نادي مرشح لتحقيق اللقب فإن النادي الثاني المرشح بقوة لمزاحمة الفريق الشلفي ، هو وفاق سطيف الذي اعتاد على لعب الأدوار الأولى وتحقيق الألقاب الوطنية والقارية والعربية ، فيما تراجعت كل من شبيبة القبائل ومولودية العاصمة والاتحاد العاصمي ، واكتفت هذه الأندية على الأقل بتحقيق مشاركة عربية أو افريقية وهو ما يدعو للكثير من علامات الاستفهام. "مزيان إيغيل" مدرب السوبر.." ديلاكازا" و "رونار " أمام تحديات كبيرة إن كان الفريق الشلفي استطاع العودة إلى الأضواء وكسب الرهان خلال مرحلة الذهاب أين توج باللقب الشتوي الرمزي، لكن ذلك لم يكن من باب الصدفة أو الحظ بل بفضل المدرب المحنك "مزيان إيغيل" الذي رفع التحدي وكون فريقا منسجما متكاملا ، وهو ما يجزم للمرة الألف أن الكفاءة الجزائرية يمكن الاعتماد عليها وتحقق انجازات كبيرة لو تلقى نفس الطريقة التي يعامل بها المدرب الأجنبي ، وبدون مجاملة فإن " ايغيل" هو مدرب السوبر خلال مرحلة الذهاب، فيما يبقى المدربان الفرنسي " رونار"، وكذا الايطالي "ديلاكازا" أمام تحديات كبيرة خلال مرحلة الإياب ، وهما مطالبان بتحقيق نتائج ايجابية لكسب ثقة المسؤولين والأنصار فإن كان المدرب الثعلب "رونار" اكتشف خلال الجولة السابقة أجواء ملاعبنا أمام اتحاد عنابة فإن الأمر يختلف عند الإيطالي "ديلاكازا".